عالسطرسياسة

من واشنطن الى بيروت …. لا حكومة

تشكيل الحكومة جامد في مكانه، لا بل… يتراجع الى الوراء ! فالدينامية التي انطلق بها رئيس الحكومة المكلف فقدت زخمها وقوتها، ونواف سلام يبدو غير قادر على الخروج من دوامة العقد المتناسلة. 

فماذا سيفعل سلام للخروج من المأزق الذي اوصل نفسه اليه؟ وهل هو قادر على خلق دينامنية جديدة ليطوي صفحة التشكيل المتعثر ويبدأ مرحلة مغايرة يسعى فيها الى تأليف حكومة وفق معايير واضحة وثابتة و تشمل الجميع؟ انهما السؤالان المحوريان المطروحان.علما ان الاتصالات مستمرة للخروج من  النفق المسدود.

الا انه من باب تبسيط الأمور الأعتقاد بأن تشكيل الحكومة يتم فقط بين قريطم (حيث منزل الرئيس المكلف نواف سلام) وقصر بعبدا، فلأن الحكومة العتيدة منوط بها تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، بما يعني سائر القرارات الدولية ذات الصلة، وشمال الليطاني، كما جنوبه، فإن عواصم القرار، ولاسيما واشنطن، معنية بشكل الحكومة وتشكيلتها، بمعنى أنه لا يصح ألا يتناغم البيان الوزاري مع مهمة الحكومة تطبيق اتفاق وقف النار بما فيه القرار 1701،

ويعني أيضا ألا يكون هناك وزراء “مشاكسون” لتطبيق هذا القرار، أو يكون في الحكومة ثلث معطل لاتخاذ قرارات التطبيق، أو يكون وزير المال معترضا على قرارات معينة فيحجب توقيعه لتتعطل هذه القرارات. 

إذا، طريق التشكيل من واشنطن إلى بيروت وليس من بيروت إلى واشنطن، فالبيان الوزاري يفترض ان يستلهم روحية هذا التغيير، والثقة مطلوبة من واشنطن قبل ساحة النجمة. 

هذا التحول في المنطقة يفرض هذا التغيير في لبنان، وما عدا ذلك كله يصلح للثرثرة السياسية ولا يصلح في تشكيل الحكومة الذي وضع على نار محادثات نتنياهو في واشنطن ومستقبل قطاع غزة، ومعه مستقبل المنطقة.

فبين غزة وتل أبيب وعمان وواشنطن ، حلقة متكاملة، ولا يصح تجاهلها واختزال عملية التشكيل بين قريطم وبعبدا….

اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى