الرد على اسرائيل …. هذه نقاط ضعف طهران

توقع رون بن يشاي -في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت- أن تحاول طهران تجنب إيقاع خسائر فادحة أو دمار في الجبهة الداخلية والبنية التحتية المدنية، حتى لا تثير “رد فعل مدمرا” من الجيش الإسرائيلي، معتبرا أن وقوف الولايات المتحدة وما سماه التحالف الدولي إلى جانب إسرائيل سيشكل عامل ردع وتقييدا كبيرا لحجم الرد.
وأشار يشاي الى أن “إيران دولة ضعيف”، وأنه في حال قامت بتوجيه ضربة مدمرة للجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإن ذلك سيدفع إسرائيل لتدمير ما لا يقل عن 30% من صناعة النفط الإيرانية، وتدمير سدود المياه، وهو ما قد يتسبب في حالة جفاف، وذلك حتى من دون الحاجة إلى مساعدة من الولايات المتحدة،
مضيفا، أن إسرائيل يمكنها أن تدمر أيضا موانئ إيران ومنشآتها النووية ومنشآت الصناعة العسكرية، معتبرا أن “هذا هو عامل التقييد الرئيسي للرد الإيراني المحتمل”.
أما العامل الثاني الذي سيؤدي إلى تقييد الرد الإيراني حسب رأيه، فهو “أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات وأنظمة الأميركيين والحلفاء، والتي تشمل الرادارات وقدرات الاعتراض التي تمكنت من صد 99% من الهجوم الإيراني السابق يوم 14 نيسان الماضي”، حسب زعمه، فضلا عن “مساعدة بعض الدول العربية إسرائيل في اعتراض الصواريخ”.
ويرى بن يشاي أن الغرض من الهجوم الإيراني السابق كان مجرد إرسال إشارة لإسرائيل بأن إيران لن تتردد في الدخول في حرب مباشرة، لافتا إلى أن الإيرانيين لم يبلغوا، مثل المرة السابقة، عن موعد هجومهم -حسب قوله- وأنهم يعتزمون تضليل أنظمة الاعتراض بطريقتين: “إطلاق كمية كبيرة من الصواريخ والمسيّرات من جميع الاتجاهات ومن كل أنواع الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، بحيث تربك وسائل الاعتراض وتتسبب في أخطاء قد تسمح لعدة صواريخ وعديد من المسيّرات بالوصول لأهدافها”، زاعما في الوقت ذاته أن “إسرائيل تمتلك أنظمة اعتراض ودفاع جوي لا مثيل لها في العالم، مما يجعل إيران تخشى الإخفاق هذه المرة أيضا”.
وذكر المحلل الإسرائيلي أن “الهجوم المخطط له ليس مجرد نتيجة لشهوة الانتقام الإيرانية، بل هو ضرورة للبقاء لدى النظام ليثبت لمواطنيه أن اغتيال هنية، المنسوب إلى إسرائيل، لا يدل على ضعفهم”.
وأضاف أن “الإخفاق في الهجوم المخطط له لن يؤدي إلا إلى تفاقم التأثير والانطباع الذي خلفه اغتيال هنية في قلب طهران بين المدنيين الإيرانيين، ولذلك فهم ووكلاؤهم يخططون بالفعل للرد بناء على الدروس المستفادة من فشل الضربة في نيسان الماضي”، حسب تقييمه.
وتحدث بن يشاي بشيء من التفصيل عن خطط الهجوم الإيرانية المحتملة، وقال “من المحتمل جدا أن يحاول الإيرانيون في الوابل الأول إطلاق صواريخ خيبر (يبلغ مداها ألفي كيلومتر، وتصل سرعتها إلى 16 ضعف سرعة الصوت)”، مضيفا، “وقد يقومون في نهاية مسارهم بإطلاق رؤوس حربية على عدد من الأهداف في إسرائيل، وتحدي أنظمة آرو (حيتس) ومقلاع داود، القادرة على اعتراض الصواريخ، على افتراض أن إسرائيل لا تملك كمية كبيرة من هذه الصواريخ الاعتراضية الباهظة الثمن”، مشيرا إلى أن الإيرانيين -مع ذلك- لديهم قيود تتمثل في عدد القاذفات التي ستطلق الصواريخ والحاجة للتنسيق الكبير مع “محور المقاومة”.
ورأى أن العملية هذه المرة تعد “أكثر تعقيدا بالنسبة إلى الإيرانيين وستحتاج لتحضير معقد وطويل لأسباب تقنية، كما تتطلب كثيرا من جهود التنسيق بين إيران ووكلائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وللتذكير فقط، اغتالت إسرائيل حسن مهدوي، قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا (بقصف القنصلية الإيرانية) في الأول من نيسان، ولم تبدأ إيران الرد إلا بعد مرور 13 يوما”، قائلا ، “ستكون مواجهة تقنية وفنية صعبة، وخاصة معركة عقول، لكن من المعقول أن نفترض أن الإيرانيين سيحاولون ضرب أهداف عسكرية بشكل أساسي، ولن يتسببوا في خسائر فادحة أو دمار على الجبهة الداخلية ومرافق البنية التحتية حتى لا يدفعوا إسرائيل للرد عليهم بالطريقة نفسها”.