
كلما سمع اللبنانيون اي خبر عن استئناف الحرب الاسرائيلية على لبنان, او عن دعم اميركي لهكذا حرب , يصيبهم الذهول.
المفاجئ في ذلك, ان بعض اللبنانيين مقتنع ان الحرب الاسرائيلية انتهت اصلا, بينما تل ابيب تؤكد عكس ذلك.
منذ اتفاق وقف النار, ثبّتت احتلالها عددًا من المواقع, مؤكدة انها لن تنسحب منها, وواصلت استهدافها عناصر من حزب الله وبنيته التحتية, وعلّت سقف تهديداتها.
هدفها المدعوم اميركيا, وهو مفصل في اتفاق وقف النار الذي وقعه لبنان , نزعُ سلاح حزب الله من جنوب الليطاني الى شماليه, وفي سبيله ستكثِّف مع واشنطن كل الضغوط على السلطات اللبنانية.
سلطاتٌ تعرف حقيقة المطلوب, وتعرف انه يتخطى الهدف المعلن، صوب محاولة احداث خرق في ملف التطبيع, لكنها تعرف كذلك ان لا حل لاحادية السلاح, بخلق حرب اهلية.
على هذا الاساس, سيحاول لبنان الرسمي السير بين الافخاخ الاسرائيلية, وهدفه تفكيك لغم الاحتلال اولا.
هو سيفاوض عبر ثلاث لجانٍ الترسيم البري مع اسرائيل في شكل غير مباشر, وهذا ما ناقشه اليوم رئيس الحكومة نواف سلام مع الرئيس نبيه بري.
وقد علم أنّ المباحثات اكدت ان هذه اللجان ستتسم بطابع عسكري, وأن التحضيرَ لعملها انطلق، على ان يبدأ فعليا مع عودة رئيس لجنة مراقبة وقف النار, الجنرال جاسبير جيفرس بعد اسبوعين الى لبنان, ليترأس اجتماع لجنة المراقبة.
بين الرئيسين نوقش كذلك, ملف التعيينات, لا سيما ما يرتبط منها بحاكمية مصرف لبنان.
رئيس الجمهورية اكد من جهته ان لا استقرار ولا عودة للحياة الى المناطق المتضررة من الحرب من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وامنه وانسحاب المحتل من الارض وعودة الاسرى.
الضغوط على لبنان تتزامن مع تطورات متسارعة في الشرق الاوسط, واخرى متقلبة في البيت الابيض, الذي اعلن سحب آدم بوهلر من منصبه، مبعوثًا خاصًا لشؤون الرهائن, وهو من فاوض حماس مباشرة في الاسابيع الاخيرة.