هنري خوري – باريس- بيروت بوست
في معرض رده على عدد من الأسئلة التي طرحتها عليه صحيفة “لوموند” الفرنسية، حول رأيه من الأحداث التي شهدتها مناطق نفوذ حزب الله، مستهدفة عناصره، وصف السيد “أوليفييه ماس”، المسؤول السابق في المخابرات الخارجية الفرنسية، والخبير بالشأن اللبناني، ما حصل بأنه عملية إستثنائية فريدة في تاريخ العمل الاستخباراتي، اذ لا شك بأن جهاز الموساد، الذي يعتبر احد اقوى الاجهزة في العالم، هو من يقف وراء العملية، ويملك الجرأة الكافية، وفقا لعقيدته، على تنفيذ عمليات غير قانونية لتدمير أعداء إسرائيل، بالتعاون مع عملاء محليين.
الاستثناء الوحيد في هذه العملية، هو القدرة على الوصول إلى كامل شحنة “البيبرز” بطريقة منهجية، مشيرة إلى أنه في كثير من الأحيان يتم إنشاء الأفكار الذكية من فرصة، اذ من الممكن أن تكون وردت معلومات حول شحنة من الاجهزة سوف يتم إرسالها بواسطة حاوية. وبناء على هذه المعلومة القيمة والمهمة “أتت الفكرة”، للقيام بالعملية بالتعاون مع عملاء محليين، ” ناخذ الحاوية، ندخل اليها، نضع المتفجرات داخلها دون أن يعرف احد او يرى احد، فتصبح” البيبرز” متفجرات متنقلة”.
وتابع، بان التحضير لهذه العملية الكبيرة استمر لاشهر أو عدة سنوات من خلال جمعه المعلومات التي جعلته قادرا على القيام بهكذا نوع من العمليات، متحدثا عن مصادر متنوعة من المعلومات، فضلا عن تجنيد عملاء من داخل الحزب، فنجحوا بتنفيذ ضربة مزدوجة في نفس الوقت ادت الى قتل وجرح عدد كبير من عناصر الحزب، وكشف هويات المئات منهم الغير معروفة، من الذين دخلوا الى المستشفيات.
و رأى ان حزب الله سوف يفقد توازنه ويحتاج إلى وقت طويل حتى يقف على رجليه من جديد، في ظل حاجته سريعا الى خلق نموذج جديد للاتصالات، اذ انه حاليا سوف يعود للعصر الحجري بالاتصال من رجل إلى رجل سوف يعتمدون على الاتصال المباشر ويتجنبون كافة الاتصالات التقنية.
وهناك أيضا مشاكل أخرى سوف تعيق تنظيمه بسرعة وتشغله لفترة طويلة، وهي كيف ومن اين اتى هذا الخرق وكيف استطاع جهاز المخابرات الإسرائيلي الحصول على الشحنة وكافة المعلومات المتعلقة بها، حيث على الحزب معرفة من أعطى المعلومات للإسرائيليين وهذا يحتاج إلى وقت طويل ويتطلب عمل امني كبير من حزب الله لكشف شبكة العملاء التي مكنت الإسرائيليين من الحصول على هذه المعلومات والتي سوف تخلق شبهات كبيرة لديهم وبين بعضهم البعض.
