لبنان بين التصعيد والتهدئة

قبل ثلاثة أيام من توجهه الى الشرق الأوسط، وقبيل جولة جديدة من المفاوضات الأميركية – الإيرانية اليوم، أعلن الرئيس دونالد ترامب نجاح وساطة بلاده في وقف الحرب بين باكستان والهند. إعلانٌ اذا ما صمد، يثبت أن واشنطن لا تزال لاعباً أساسياً في أمن آسيا والعالم، أما رئيسها فرسالته واضحة: أنا صانع سلام من موقع القوة، كما يردد.
هذا النموذج قد يُعاد طرحُه في الملف الإيراني، حيث يُصر ترامب وفريقُه على اتفاق بشروط صارمة، يبعد شبح الحرب، لا بالتنازل بل بالردع. فهل تلتقط طهران الإشارة؟
تزامنا، يشهد لبنان تصاعدا للاعتداءات الإسرائيلية، وسط حديث عن حرب واسعة. فإسرائيل الرافضة للانسحاب من التلال الخمس، واعادة الأسرى ووقف الاعتداءات، تريد جرَّ لبنان الى التفاوض حول النقاط الـ13 بشروطها هذه.
يقابلها موقفٌ لبناني ثابت: لا مفاوضات في ظل الاحتلال، بل خياران فقط: إما ضغط ٌ دولي يفرض الانسحاب الاسرائيلي، فتنطلق المفاوضات بوفد تقني عسكري فقط. إما “باكاج ديل” بضمانة دولية أيضا، يُستعاد فيه التفاوض على النقاط الـ13 بالتزامن مع تنفيذ اسرائيل ما نكثت به من وعود من الانسحاب الكامل، الى وقف الاعتداءات.
وبين التصعيد والتهدئة، تنطلق اليوم الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في الشمال.