عالسطرسياسة

فعلها جمهور حزب الله

إنها اللحظة الأقسى, تلك الفاصلة بين الحياة والموت, عندما وصل الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، ومعه الشهيد السيد هاشم صفي الدين في نعشين أمام حشود ضخمة، لتبدأ لحظةُ الوداع.  

ليس المهمُ تعدادَ حضور التشييع، بل فهمُ مضامينِه، وهي تكاد تكون اثنتان:

الأولى مرتبطة بالحشد، وما أراد حزب الله ايصالَه من أن الحرب التي شنتها اسرائيل ضده لم تقض على مناصريه, وأن كل محاولة لمحاصرته صعبٌ تمريرها. أما الثانية والأهم, فهي في السياسة وفي ما أرسله الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم من رسائل.

فمن الطبيعي أن يتحدث الشيخ قاسم أمام الحشود عن المقاومة ووجودِها عددا وعدةً وشعبا، وعن نصرها الحتمي، لكنَّ الأهمَ في ما قاله هو التأكيدُ على متابعة حزب الله تحرك الدولة دبلوماسياً لطرد الاحتلال لنبني بعد ذلك على النتائج ونناقش لاحقا استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، اضافة الى التأكيد على قرار مشاركة حزب الله في بناء الدولة تحت سقف اتفاق الطائف، اعادة الاعمار بالتزام سياسي واضح، واقرار خطة الانقاذ والنهوض الاقتصادية في أسرع وقت ممكن.

الرسالةُ من النقاط الأربعة التي حددها الشيخ قاسم, الذي لم يأت على ذكر كلمة السلاح ولو مرة في خطاب الوداع، تركت الباب مفتوحا لمحادثات جدية تعيد ادخال حزب الله الى كنف دولة متكاملة المعالم.

رسائل الحزب تمحورت اذا حول الدولة، في وقت كان رئيس الجمهورية جوزاف عون يؤكد أمام الوفد الرسمي الايراني الذي شارك في التشييع وأعلن أن “ايران تدعم أيَ قرار يتخذه لبنان بعيدا عن أي تدخل اجنبي”، أن حريةَ أي بلد واستقلاليتَه ووحدتَه لا تتجزأ، وأن لبنان تعبَ من حروب الآخرين على أرضه، قائلا: “أوافقكُم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الاخرى”.

في الثالث والعشرين من شباط، يوم الوداع، رسائل بالجملة اذا، دخلت على خطها إسرائيل عندما حلقت على علو منخفض فوق بيروت ونقاط التشييع، لتسمع صراخ الحاضرين: “انا على العهد يا نصر الله”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى