
من أطلق الصواريخ الستة من جنوب لبنان؟ وهل صحيحٌ أن لا علاقةَ لحزب الله بها لا من قريب ولا من بعيد؟ الجواب عن السؤالَين لا يزال مجهولا، تماماً كما أنّ مصيرَ الصواريخ لا يزال مجهولاً. لكنّ المعلومَ الأكيد أنّ الصواريخ التي اُطلقت تجاه إسرائيل لا تزال لقيطة، إذ لم تجد من يتبنّى إطلاقَها. حزبُ الله نفى أيَّ علاقةٍ له بها مؤكداً التزامَه وقفَ إطلاقِ النار ووقوفَه خلفَ الدولةِ اللبنانيّة لمعالجة التصعيدِ الخطير على لبنان.
كما أنّ الحزبَ السوريَّ القوميَّ الإجتماعي فعلَ الأمر نفسَه. فهل من يَحُلّ هذا اللُغز؟ وهل من يُصدّق أنّ اطلاق الصواريخ حصل صدفةً، وخصوصاً أنه أتى بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على تصريح رئيسِ الحكومة نواف سلام بأن صفحة سلاحِ حزبِ الله طويت نهائياً، وأن الدولة هي المسؤولةُ لوحدها عن قرار الحربِ والسلم وعن تحرير الأرض والدفاعِ عن لبنان؟
في السياسة والحروب لا وجودَ للصدف. لذلك مطلوبٌ من الدولة ومؤسساتِها العسكريةِ والأمنية أن تقوم بتحقيق جِدي وأن تعلن نتائجَه في أسرع وقتٍ ممكن. فالتسويفُ ممنوع، والمماطلةُ قاتلة، وخصوصاً أن اللبنانيين شبعوا من الحروب ومن نتائجها المدمّرة عليهم.
لذلك، على الأجهزة الأمنيةِ الرسمية ان تكشف وبأسرع وقتٍ ممكن هُويةَ مطلقي الصواريخ اللقيطة. وإذا لم تفعل فإنها تتحمّل المسؤوليةَ، ولو جزئياً، عن جرّ لبنان مرّةً أخرى إلى دوّامة الحربِ المدمرة. علماً أن لا أحد يمكنه أن يصدّق أنّ جهةً صغيرة ومجهولة يمكنُها أن تُسقط اتفاقاً لبنانياً – عربياً- دولياً. فهل تُثبت السلطةُ الجديدة في لبنان أنها قادرةٌ حيث فشلتِ السلطاتُ السابقة.
(ام.تي.ف)