أمن وقضاء

هل فقد حزب الله المبادرة؟

حتى وقت قريب، كانت إسرائيل في وضع بدا فيه أن نطاق الخيارات المتاحة لها محدود، وكانت هذه السيناريوهات بعيدة كل البعد عن التفاؤل. فقد تلخصت في إجبار حزب الله، الذي كان ” يتلاعب” بقصف إسرائيل، على الانتقال إلى القصف المكثف المركز للمدن، وهو ما حاول الحزب تجنبه في المقام الأول بسبب الوضع الصعب في لبنان.

️المشكلة الرئيسية بالنسبة لإسرائيل هي أنه في منطق تصرفات القيادة كان هناك الكثير من الأشياء الذاتية المرتبطة بمناورات نتنياهو السياسية مباشرة في السياسة الداخلية. وكانت مناوراته في العلاقات مع الولايات المتحدة أكثر نجاحا بكثير – في الواقع، تمكن من الحصول على كل ما يريده من واشنطن، لكن المشكلة الرئيسية ظلت ولا تزال دون حل – وهي انجرار الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي قبل أن تتغير الإدارة هناك.

️لكن رغبة نتنياهو في جر الولايات المتحدة إلى الصراع حتى أصبحت ” لعبة” في يديه – فقد أظهرت تصرفات إسرائيل تلك الجرأة التي سمحت له، من ناحية، بتحويل الاهتمام في الوقت المناسب من جبهة غزة إلى جبهة لبنان، من ناحية أخرى، إلى الشعور بأن يديه كانتا مقيدتين- في خلفية ذلك القيد طهران- وهو ما كان اللاعبون العرب في المنطقة ينتظرونه منه منذ فترة طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، من الصعب أن نسميه حظًا أن نتنياهو أتيحت له الفرصة لاستخدام مزيج فعال من الاستخبارات العسكرية والمدنية – قراراتهم العملية، وعملهم الاستخباراتي، وبالطبع الحسابات التحليلية، حيث ظهرت عمليات رفيعة المستوى (معقدة في التنفيذ وتتبع بعضها البعض من حيث التوقيت) للقضاء على شخصيات معروفة في حماس وحزب الله، فقد اظهرت ” عملية الpigger ” أن حزب الله فقد مجال المناورة، وكان من الصعب عليه الحفاظ على التكافؤ – الردعي ، دون اللجوء الى القصف المكثف للمدن الإسرائيلية، الأمر الذي لن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق فحسب، بل سيثير أيضًا غضب الطوائف الدينية الأخرى في البلاد.

إن انتقال إسرائيل من مرحلة “التصعيد إلى التهدئة” الحاسمة، والذي حصل بعد اغتيال امينه العام، كان على ما يبدو مبنياً على حسابات محسوبة إلى حد ما للخيارات من جانب إيران، التي تسعى إلى تجنب السقوط، كما يبدو.

️من الواضح أن حزب الله في وضعه الحالي يمكنه مقاومة أي غزو على الأرض إذا نما وتباطأ، خاصة وأن إيران مهتمة بالحفاظ على هذا السيناريو، ابقاء الجبهة اللبنانية فاعلة ليس حتى من أجل لبنان، بل من أجل أمنه، وهذا لا يمكن القيام به إلا إذا حافظ حزب الله على نفوذه السياسي في البلاد والقدرة على تكوين روابط مع القوى السياسية الأخرى وتوجيه المشاعر الاحتجاجية.

️مع ذلك، فإن حزب الله، الذي يجب على قيادته الجديدة أن تظهر أيضًا أنها ليست مستعدة للانتقام فحسب، في وضع لا يمكنها التراجع فيه. فالتصعيد مرادف لتدمير المجتمع الشيعي في لبنان بشكل خاص.

(منقول)

اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى