التمديد ل “ليونيفيل” …. هوكشتاين سلف الحزب فهل يرد له الجميل؟
ميشال نصر
قطوع الرد ومن بعده التمديد لقوات الطوارئ الدولية، مرا وفقا للمتوقع، ليثبتا معهما قواعد الاشتباك التي كانت قائمة، اقله حتى الساعة، لتفتح معها الساحة على ديناميكية داخلية سياسية جديدة، عنوانها انتخابات رئاسة الجمهورية، التي اعيد تحريك ملفها، على ايقاع التغيير الحاصل في التوازنات النيابية، مع الازمة التي يشهدها التيار الوطني الحر، وتكتل لبنان القوي، تزامنا مع عودة الحركة الاعتراضية العنفية الى الشارع، مع نزول «صرخة مودعين» الى الساحة، عشية تهديد حراك العسكريين المتقاعدين بمنع انعقاد جلسات حكومة تصريف الاعمال، ما لم يحصلوا على مطالبهم، مع نهاية اسبوع تتصدره كل من عين التينة ومعراب.
كلمتا بري وجعجع
ووفقا للمصادر، فان كلمة رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم السبت، «ستكون محورية وتحاكي المشهد الممتد من غزة إلى لبنان وتداعياتها مروراً بالملفات الملحة»، دون التطرّق للملف الرئاسي تجنّباً لفتح سجال داخلي يزيد من أزمة التنافر الحاصلة داخلياً على خلفية الحرب عند الجبهة الجنوبية، «إلا أنه سيتطرّق إلى المبادرات الخارجية التي هبّت على لبنان وحملت الكثير من التحذيرات والتهديدات ليؤكد أن منطق الحق هو من سينتصر».
اما الاحد فستكون اطلالة لرئيس حزب القوات اللبنانية، في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، لن يخرج فيها «عن الوضعية والازمات الحالية في البلد، وهو سيقارب مشكلة الحرب في الجنوب ومواقف الحكومة وملف الوجود السوري غير الشرعي»، وفقا لاوساط مطلعة، مستبعدة ان «يجر خطاب الرئيس بري رداً من جعجع».
ارتياح لبناني
في الانتظار، فان كلام رئيس هيئة الاركان المشتركة «الملغوم»، لم يمر مرور الكرام لبنانيا، اذ ادار المعنيون محركاتهم للوقوف على حقيقة تلك المواقف، ومدى دقتها واستنادها الى معلومات ومعطيات دقيقة، خصوصا ان المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين اللبنانيين، كانت تسير في اتجاه معاكس، وهو ما ترجم في سلسلة اتصالات داخلية، مع اكثر من سفارة، وخارجية، مع عواصم القرار المعنية، والتي خلصت وفقا لمصادر مطلعة الى ان «القطوع» الذي مر على خير، لا يعني ابدا ان «الجرة ستسلم مرة»، فالوضع على الجبهة اللبنانية مركب ومعقد، كاشفة ان ثمة اجماعا خارجيا على ان الفترة المقبلة ستشهد شد حبال كبير، خصوصا في حال وقف اطلاق النار في غزة، وانطلاق مفاوضات التسوية على الجبهة الجنوبية، في توقيت اميركي حساس، مرجحة ان لا يترك الرد الايراني اي تداعيات على الجبهة اللبنانية.
التمديد لليونيفيل
وفي هذا الاطار تكشف المصادر ان رد حزب الله المدروس سهل على لبنان تسجيل نقطة في المرمى الاسرائيلي، مع ربحه ورقة التمديد للقوات الدولية وفقا للقرار السابق دون اي تعديلات، والذي جاء بعد اتصالات مكثفة قادها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، الذي استطاع ان يكسر «حدية صقور الادارة الاميركية» فيما خص طرح بعض التعديلات الاساسية، مرجحة ان يكون هوكشتاين قد سلف المستوى السياسي اللبناني موقفا، يرد له مع فتح صفحة المعالجات والحلول للصراع القائم،بما فيها اغلاق ملف الترسيم البري بين لبنان واسرائيل، والتي يامل الاخير ان تكون قبل نهاية ولاية الرئيس بايدن.
الرد الايراني
واضافت المصادر ان ثمة مخاوف اميركية كبيرة من ان يكون رد ايران المنتظر من خارج اراضيها، رغم كشف احد مسؤولي البنتاغون ان الاعتقاد السائد ان «طهران تريد توجيه رسالة، الا انها لن تفعل شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع»، لذلك وفي اطار الاجراءات الاحترازية تقرر ارسال سرب ثان من مقاتلات «اف22» الى المنطقة، فضلا عن نقل القوة البحرية الاميركية المتمركزة في البحر الاحمر الى قرابة السواحل الايرانية. لكن وفق المصادر، فإنه وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، ستخف الضغوط الاميركية على نتنياهو وتتراجع، بما ان ايا من الديمقراطيين او الجمهوريين لا يريد إغضاب اللوبي الاسرائيلي والناخب الاسرائيلي قبل الاستحقاق.
وذلك يعني ان ما لم يقبل به نتنياهو في الايام الماضية، سيبقى يرفضه في المرحلة المقبلة، عليه، وبما ان حماس ترفض هذه الشروط، فإن يمكن القول ان المساعي الدولية ستضعف وربما تتوقف في الايام القادمة، ما سيترك تداعياته في المشهدين الغزاوي والاقليمي.
وختمت المصادر بان طهران غير مستعدة في الوقت الراهن للتفريط بانجازاتها، خصوصا النووية، وهو ما دفع بالمرشد الى توجيه دعوة لواشنطن لفتح الحوار من جديد حول الملف النووي، في وقت عاد فيه محمد جواد ظريف عن استقالته وعين احد ابرز المفاوضين وزيرا للخارجية، في اطار الرسائل السياسية الواضحة، رغم ادراك طهران ان الوقت الحالي غير مناسب للعودة الى الطاولة، الا انه يكسبها الوقت الكافي لاحراز مزيد من التقدم في برنامجها، قد يعدل من شروط التفاوض لاحقا.
الجولان
في سياق متصل، وبعد الكثير من اللغط الذي اثارته زيارة الرئيس السوري الى موسكو، وما رافقها من تحليلات، وبعد ايام من كلام للرئيس الاسد، تحركت جبهة الجولان عسكريا، ما اوحى بان الفترة القادمة قد تشهد انضــمامها لســاحات الاسناد، مع اطلاق مسيرات من منطقة القنيطرة باتجاه الداخل الاسرائلي، فضلا عن صلية صواريخ، وتفجير عبوة ناسفة بقوة اسرائيلية، حيث اشارت المصادر الى ان التوقيت جاء لافتا، متوقعة ان تكون ساحة العمل خلف خطوط العدو، غامزة من قناة مواقف زعيم المختارة، واصطفافه الواضح الى جانب حزب الله، ما ازعج الغرب وواشنطن.
اشكالات الجبل
وليس بعيدا، تستمر الاتصالات لضبط الحوادث الامنية المتنقلة التي يشهدها الجبل، والتي اتخذت طابعا طائفيا، ما دفع «بالخصوم» الى التحرك العاجل للحفاظ على المصالحة التاريخية، ورسم قواعد ربط النزاع، وتنظيم الاختلاف القائم حول الموقف من الوضع على الحدود الجنوبية، حيث تؤكد اوساط القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، ان الاجواء ايجابية وان الاتصالات متقدمة وسريعة، وان الامور ذاهبة باتجاه الحلحلة، وهو ما اكدت عليه زيارة النائب ابو الحسن الى معراب، وزيارة النائب ابو عاصي لشيخ العقل.