أمن وقضاءإقليمينزاعات وصراعات

تفجير “بيجرات” حزب الله: 10 نقاط استنتاج


كتب عاموس يادلين عبر صفحته على منصة X:

وفقاً للتقارير في لبنان وتصريح وزير الصحة، أسفر انفجار أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله عن مقتل 8 أشخاص وإصابة حوالي 3000 آخرين، منهم حوالي 200 في حالة خطيرة، وما زالت الأعداد في ارتفاع. وقعت الانفجارات في جميع مراكز قوة حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، جنوب البلاد، وسهل البقاع. كما وردت تقارير عن انفجارات في سوريا، وأُفيد بأن السفير الإيراني في لبنان أصيب، بالمناسبة – ما علاقة السفير بجهاز اتصال مخصص لحزب الله؟

-هذه ضربة عميقة ومفاجئة للتنظيم، تعكس قدرات اختراق، تكنولوجيا، واستخبارات مبهرة للغاية.

-إذا كانت إسرائيل هي المسؤولة عن هذه العملية، كما يتهمها حزب الله، يبدو أن الهدف هو إيصال رسالة تعمق معضلة الحزب: إلى أي مدى هو مستعد لدفع ثمن مواصلة الهجمات ضد إسرائيل ودعمه ليحيى السنوار؟ العمليات في عمق إسرائيل – مثل مجدو، حديقة اليركون، وكشف الشاباك أمس – لن يمر دون ثمن باهظ. التنظيم، الذي يفتخر بالسرية والأمان العالي، وجد نفسه مكشوفاً ومخترقاً.

-إسرائيل لا تسعى للحرب في هذه المرحلة، على الرغم من أنها تأخذ هذا الاحتمال في الحسبان. يبدو أنها تحاول بالأساس قطع الرابط المعقد بين غزة ولبنان، الذي يواصل نصر الله الإصرار عليه.

-من غير المرجح في الظروف الحالية – دون حرب أو صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة – أن تتمكن إسرائيل من دفع حزب الله إلى اتفاق يبعد قواته عن الحدود ويسمح بعودة سكان الشمال، رغم الضربات القاسية التي تلقاها.

-الكرة الآن في ملعب حزب الله، الذي يتهم إسرائيل بانتهاك سيادة لبنان، وربما في ملعب إيران أيضاً، التي قد ترى في إصابة سفيرها في لبنان سبباً للتدخل، بالإضافة إلى اغتيال إسماعيل هنية في عاصمتها.

-السيناريوهات المحتملة للمستقبل:

أ) العودة إلى الوضع القائم ومواصلة دفع الثمن المتبادل، مع تصاعد تدريجي في حدة التوتر.
ب) تصعيد حاد نتيجة رد حزب الله ورد إسرائيلي مضاعف على رد حزب الله/إيران، قد يؤدي إلى حرب، وربما إقليمية. على إسرائيل أن تتأكد من أن المكاسب العسكرية والسياسية تبرر الأضرار التي ستلحق بالجبهة الداخلية والاقتصاد.
ج) صفقة في غزة تتيح لإسرائيل استكشاف الخيار الدبلوماسي مع لبنان والاستعداد بشكل أفضل للحرب في حالة عدم وجود مخرج آخر.

-يجب على إسرائيل ألا تدخل في حرب قبل أن تستنفد جميع الخيارات الدبلوماسية والسياسية، مع وضع خطة مفصلة لأهداف الحرب، والاستراتيجية لتحقيقها، وآليات النهاية، وبالطبع الجهوزية العسكرية المثلى والدعم الأمريكي. إضافة “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان” إلى أهداف الحرب بعد عام تقريباً من بدء حزب الله مهاجمة إسرائيل هو خطوة صحيحة، لكنها غير كافية.

-كما حدث في الأزمة خلال آب، من المتوقع أن تتدخل الولايات المتحدة في الوضع، خاصة لمنع حرب إقليمية، وهي آخر ما تحتاجه إدارة بايدن-هاريس قبل الانتخابات. في إطار ذلك، يزور وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن المنطقة بداية الأسبوع، ولا نستغرب إذا تم تقديم الزيارة.

-في واقع أمني معقد للغاية، انشغال رئيس الوزراء بتغيير وزير الجيش متمرس مثل يوآف غالانت هو “جنون مطلق”، كما وصفه مسؤول أمريكي بارز في الإعلام.

في النهاية، نحن مقبلون على أيام متوترة قبيل فترة الأعياد، مع تصاعد التوتر في الضفة الغربية أيضاً. مع وجود الكثير على المحك، فإن عمليات اتخاذ القرار في مجال الأمن القومي حاسمة للغاية، ولا يجب إخضاعها لمصالح سياسية أو شخصية.

    اظهر المزيد

    بيروت بوست

    بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى