هذا ما حققه حزب الله …. هل انقلبت المعادلات؟

خاص – بيروت بوست
واضح أن ما حصل جنوبًا طوال ساعات يوم الأحد، ما هو إلا بداية للانقلاب المضاد الذي قررت حارة حريك تنفيذه ردًا على الأحداث التي بدأت مع أيلول الماضي، ولم تنتهِ بتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة، في بلد تؤكد تجاربه التاريخية أن من يملك قدرة التعطيل هو الطرف الأقوى، وهو مفاوض الخارج الأول، من الرياض وصولًا إلى واشنطن.
ولإنعاش الذاكرة، لم ينسَ أحد سيطرة 14 آذار على مجلس النواب، والأكثرية السياسية، التي أسقطتها أقلية مفروضة اتفاق الدوحة، تحت وقع السابع من أيار، الذي قد يكون عسكريًا تارة، وشعبيًا طورًا، وهنا بيت قصيد المرحلة الحالية، مما يُحكى عن عهد تحريري جديد.
في كل الأحوال، وبعيدًا عن التنبؤات المستقبلية، نجح حزب الله بالأمس في تحقيق مجموعة من الأهداف، عبر رسائله إلى الداخل والخارج، أبرزها:
- لا يزال حزب الله قوة شعبية منظمة قادرة على التحرك مدنيًا لتحقيق أهداف عسكرية.
- ثبت فعليًا ثلاثية شعب – جيش – مقاومة، بحكم الأمر الواقع، حيث ما عاد من المهم عمليًا إدراجها في البيان الوزاري أم لا.
- فرض وجوده سياسيًا كقوة لن يكون أمام الرياض، وقبلها باريس، من التفاوض معه، كي لا نذهب أبعد، في حال أرادتا نجاح مشروعهما في لبنان والمنطقة.
- فرض إيقاعه على العهد ومؤسساته وثنائياته الرئاسية.
- أسقط أي إمكانية لقيام حكومة أمر واقع، بمعنى اختصاصيين أو تكنوقراط، بعدما أمسك بعصا الشارع، القادر على استخدامها بفاعلية في حال انتقاله للمعارضة.
- قلب معايير تشكيل الحكومة، وعزز موقعه التفاوضي، الذي بات يسمح له بالتنازل طوعًا عن المالية، مقابل الحصة الشيعية كاملة زائد المداورة في الوظائف الأساسية، وهو ربط نحيل المتسائلين حوله إلى عظة البطريرك الماروني أمس.
وعليه فإن ما حصل بالأمس جنوب الليطاني، منطقة النفوذ الدولي، وما رافقها من تحركات امتدت على مساحة واسعة في منطقة شماله، ساحة الصراع الداخلي، شكل بالتأكيد 7 أيار من نوع وأساليب جديدين، قد يكتشف معه اللبنانيون، النفق الذي أدخلهم فيه جماعة التغييريين والمستقلين والسياديين والبكوات، بتسوياتهم وصفقاتهم واستراتيجياتهم ورهاناتهم واذعانهم، ليترحموا على جهنم التي عاشوا فيها واكتووا بنارها.