عالسطرإقليمينزاعات وصراعات

اسرائيل تستعد لتطويق البقاع اللبناني …. تعديل خطط الانسحاب من الجنوب

ميشال نصر

لم تحجب زحمة الملفات والتطورات الداخلية اللبنانية، من افتتاح لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار عملها، على وقع استمرار الخروقات الاسرائيلية، وانطلاق البحث عن المرشح الرئاسي العتيد، هيمنة الاحداث السورية المتسارعة على الاهتمام الدولي والاقليمي والمحلي، في ظل وجود العديد من التفاصيل غير الواضحة حول المرحلة المقبلة، اذ ان الاكيد الوحيد حتى الساعة ان هناك تغييرا جذريا في قواعد اللعبة في الشرق الاوسط، بدأ مع سقوط الاسد، وسيستكمل في الاسابيع والاشهر المقبلة، قبل ان تتبلور الصورة الكاملة للشرق الاوسط الجديد، الذي تعود بدايته الى عام 2006.

عزز هذا المشهد، كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي على ان «هضبة الجولان ستصبح اسرائيلية الى الابد»، ما اثار القلق من تداعيات ذلك على امن المنطقة، في وقت تتقدم فيه القوات الاسرائيلية نحو ريف دمشق بعدما تخطت القنيطرة، على بعد 25 كيلومترا جنوب غرب دمشق، مقتربة بشكل كبير من المناطق الاستراتيجية في الجنوب السوري.

وفي موازاة تقدم العملية السياسية، في توقيت قياسي، مع انطلاق عمل حكومة المعارضة، تزامنا مع اطلاق ادارة العمليات العسكرية حملة مداهمات واعتقالات في مناطق الساحل السوري، قادتها الى اعتقال عدد من الرموز السابقين من امنيين وضباط جيش، في اللاذقية وطرطوس، تستمر اسرائيل في تنفيذ عدوانها العسكري المنسق مع القوى أميركا وروسيا وتركيا، وفي الوقت الذي وصل قائد القيادة الوسطى الاميركية الى غرفة عملياته في الاردن، قرب الحدود السورية، على خطين:

الاول، تنفيذها عملية جوية – بحرية مركبة، هي الأوسع منذ حرب الخليج الثانية، نفذ سلاح الجو مئات الغارات الجوية، في خطة تستمر لاربعة ايام بهدف تدمير المقدرات العسكرية السورية، ما ادى حتى الساعة الى تدمير سلاح المدرعات وعنابر صيانتها، القواعد الجوية من حظائر للطائرات الحربية ومخازن السلاح الخاصة بها، بما فيها اسراب الميغ 29 والطوافات، منظومات الدفاع الجوي ومراكز الرادار التابعة لها، مخازن الصواريخ المضادة للدروع، القواعد البحرية بمخازنها وقواعدها، القدرة الصاروخية الباليستية والبعيدة المدى، معامل التصنيع الحربي، مراكز الابحاث العسكرية، مقار الاجهزة الامنية والاستخبارات والمراقبة، مخازن ومقار الحرس الجمهوري.

الثاني، الاجتياح البري، بعدما سيطرت على جبل الشيخ محكمة امساكها بخط بيروت دمشق بالنار، متوغلة، حيث وصلت الى قرابة ٤٠ كيلومترا من العاصمة دمشق، في محاولة لفرض واقع جديد سيقود حكما الى ترتيبات امنية جديدة بعدما اعتبرت اتفاقية فصل القوات الموقعة عام ١٩٧٣ بحكم الساقطة، وسط مخاوف البعض من ان يكون من بين تلك الاهداف العسكرية، احكام الطوق على البقاع اللبناني، تمهيدا لاستكمال المعركة ضد حزب الله.

تقدم دفع باسرائيل الى مراجعة خطط انسحابها من لبنان، وبالتالي استمرار الخروقات والغارات، حيث تشير المعلومات الى ان حزب الله يدرس خيارات جديدة، خصوصا بعد المعلومات الواردة من طهران عن اعادة تقييم كاملة للمرحلة الاخيرة، عزز من ذلك كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين عز الدين الذي اكد خلال الاحتفال التكريمي لمجموعة من شهداء “المقاومة الاسلامية” في بلدة العباسية ان “لصبر المقاومة حدود، فاذا لم تمارس واشنطن وباريس الضغط على اسرائيل لوقف الانتهاكات، ستتحملان المسؤولية كاملة”.

وفيما دعا رئيس التيار الوطني الحر، من باريس، حزب الله الى “التركيز على قضايا لبنان الداخلية وليس على المنطقة الأوسع، وبالتالي أن ينأى بنفسه عن «محور المقاومة» المتحالف مع إيران»، كانت حارة حريك تصدر بيانا، معلنة فيه استعدادها لمواجهة الهجمة الاسرائيلية على سوريا.

وتقول مصادر مطلعة، ان حزب الله يراقب المشهد بهدوء، وأنّ موقفه العام الذي عبر عنه جاء محترما لرغبة الشعب السوري، مع تقديره الواضح لمشهد عدم إراقة الدماء، وهو ما دفعه الى اجراء الاتصالات اللازمة لسحب جميع مقاتليه ومسؤوليه مع عائلاتهم وعودتهم الى لبنان.

وختمت الاوساط، بان الاتفاق الإيراني – التركي، قد يكون ساهم في موقف الحزب حتّى الساعة من إغلاق طريق الإمداد الذي يمر في عمق الأراضي السوريّة، ذلك ان الحزب يجيد قواعد لعبة التوتّرات مع التنظيمات الإسلامية، «فتماما كما فصل بين موقف حماس في سوريا وموقفها في فلسطين، سيملك بلا شكّ القراءة المؤدّية إلى حسن التعامل مع الواقع الجديد على حدود لبنان».

اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى