أمن وقضاءنزاعات وصراعات

“سييرت متكال” أو “شيطيت١٣” …. حسابها مع لبنان طويل

رغم كل السيناريوهات الهوليودية التي يحلو للبعض تخيلها وتسويقها، عن مؤامرات من هنا وتواطؤ من هناك، “عاملين من الموضوع خبرية”، لأهداف سياسية واضحة، مرتبطة بما بعد وقف الأعمال العسكرية جنوبا، سواء بالقرار ١٧٠١، من جهة، وتركيبة اللجنة التي ستشرف على تطبيقه، من جهة ثانية، حسمت تل أبيب الأمر، بالتأكيد أن وحدة من مغاوير البحر” ومحققون من شعبة المخابرات العسكرية، نفذوا عملية الابرار في البترون.

هنا للتذكير أن هذه العملية ليست الأولى ولن تكون الاخيرة، حيث سبقتها اكثر من عملية انزال سواء في مناطق قريبة من بيروت او خارجها، طالت مواقع “حساسة” لحزب الله، بقيت طي الكتمان، لاهداف معروفة، تماما كما انه واضح الاسباب السياسية، من داخلية وخارجية، التي تقف خلف “حفلة الزجل” الحالية حول “ابرار البترون”، الذي بكل الحالات أطي اكثر من حجمه، وكان يمكن ان يبقى “مخبى” والجميع “يا غافل الك الله”، لولا قرر احدهم “فك ربطة لسانه” و “بق البحصة”، لتصفية حساب ما، برفقة الاوركسترا المعهودة، “بطباليها وزماريها”.

وبعيداً عن كل ذلك، في انتظار ان يحين كشف الحقيقة، و “الكلام المباح”، ليس على لسان مستشارين، لا يضر اللبنانيين ان يعرفوا بعض التفاصيل عن وحدة “شييطيت ١٣” او “سييريت متكال”، التي لها حساب طويل مع حزب الله، لن يقفل بمقتل الطويل، هي التي وقعت في كمين انصارية، الذي شكل اكبر نكسة في تاريخها، وصولا الى تهديد الحزب باستهدافها، يوم وزع صورا لمقر قيادتها في قاعدة حيفا، التقطتها “الهدهد”. فمن هي هذه الوحدة؟

هي إحدى وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، يخضع المتطوعون فيها لسلسلة من الاختبارات البدنية والنفسية، ويتركز نشاطها في مجال، جمع المعلومات، إنقاذ الرهائن، التصدي “للأعمال الإرهابية”، وتنفيذ العمليات النوعية خلف خطوط العدو.

أشرف على انشاء هذه الوحدة، الضابط في “الهاغاناه” أبراهام أرنان، عام ١٩٥٧، وهي مؤلفة من قدامى محاربي “بالماخ”، الوحدة ١٠١، وحدة المظليين، المخابرات، وأعضاء الكيبوتسات، لتعرف بداية باسم الوحدة ٢٦٩، ومن ثم الوحدة ٢٦٢، وشعارها “الجريء هو الذي ينتصر”، ألحقت بالجيش بشكل رسمي، مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الاولى.

وتعد “سييرت متكال” من بين أكثر وحدات الجيش الإسرائيلي تنظيما وتجهيزا، وتتبع قيادة الأركان وتنضوي تحت شعبة الاستخبارات، وهي محاطة بالكثير من السرية، وتقع قاعدتها الرئيسية في معسكر سيركين في بتاح تكفا.

علماً أن العديد من كبار القادة العسكريين والسياسيين خدموا فيها، مثل نفتالي بينيت وموشيه يعالون وإيهود باراك وشاؤول موفاز وديفيد برنيع وشلومي بيندر، وبنيامين نتانياهو، الذي تحظى لديه برعاية خاصة، خصوصا ان شقيقه قتل اثناء خدمته في صفوفها.

التحق نتانياهو في هذه الوحدة عام ١٩٦٧ لأداء الخدمة الإلزامية في الجيش، حيث بقي فيها لمدة خمس سنوات، حصل خلالها على رتبة نقيب، لنتهي خدمته فيها، بعد اصابته في كتفه خلال عملية انقاذ رهائن الطائرة البلجيكية، عفي ايار ١٩٧٢ في مطار اللد.

من بين أشهر العمليات التي نفذتها:

  • أولى عملياتها في  لبنان كانت عام ١٩٦٢، وصفت بالناجحة، رغم انها بقيت سرية حتى تاريخه، لتنفذ بعدها بستة اشهر عملية اخرى ناجحة في سوريا، بقيادة ايهودا باراك، لم تنشر كذلك تفاصيل عنها.
  • في حرب الغفران شاركت في القتال في سيناء بشكل رئيسي.
  • عملية مطار اللد: أيار ١٩٧٢، وفيها اقتحم جنود الوحدة طائرة ركاب بلجيكية كان يحتجزها فدائيون فلسطينيون وعلى متنها نحو ١٠٠ راكب، وتم الاقتحام أثناء فتح الأبواب لموظفي الصليب الأحمر الذين سمح لهم بتقديم الطعام للرهائن، قتل في العملية اثنان من الفدائيين الأربعة وجرح بعض الجنود والركاب.
  • اختطاف ضباط مخابرات سوريين: في عام ١٩٧٢ اختطفت مجموعة من الوحدة ضباط مخابرات سوريين من جنوب لبنان، للمساومة على إطلاق سراح طيارين إسرائيليين أسرى لدى سوريا.
  • اغتيال مجموعة من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية في نيسان ١٩٧٣ في فردان، وهم أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان.
  • عملية مطار عنتيني: جرت في 4 تموز 1976 بمطار عنتيبي في أوغندا، وكان هدفها إنقاذ رهائن اختطفهم فدائيون فلسطينيون أثناء رحلة جوية بين تل أبيب وباريس، وكان بين القتلى الضابط جوناثان شقيق نتنياهو، إضافة إلى المختطفين و3 رهائن وبعض الجنود الأوغنديين.
    -كما نفذت الوحدة العديد من العمليات الأخرى خارج حدود فلسطين المحتلة، وتتكتم إسرائيل على تفاصيلها بشدة.
اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى