دولينزاعات وصراعات

بنغلاديش.. هدف أميركي في المرمى الصيني

تحسب دولة بنغلاديش ضمن خريطة الصراع الاستراتيجي الصيني ـ الأميركي، بما لها من تأثير من النواحي: الجغرافية، والجيواستراتيجية، والاقتصادية على مستقبل التمدد الصيني والأميركي في العالم، وخاصة في آسيا.

ويذهب الخبراء والمراقبون إلى أن الصراع بين بكين وواشنطن، عبر بنغلاديش، ومنها وإليها ـ يبدأ من ميناء شانغهاي، حيث تنطلق السفن الصينية التجارية، وفي المستقبل العسكرية أيضاً، ولتحقيق هذا عملت الصين من أجل أن يكون لها ممر آمن عبر مضيق ملقا يصل إلى موانئ بنغلاديش، ومنه إلى موانئ سريلانكا، ثم إلى ميناء جوادر في باكستان، وبعدها الانطلاق إلى الخليج وأوروبا.

المسعى الصيني كانت له الولايات المتحدة بالمرصاد، حيث قامت بانقلاب سياسي ديمقراطي في ماليزيا ضد مهاتير محمد، وأغلقت مضيق ملقا على الصين، وتواجدت عسكرياً هناك، وبذلك عطلت المشروع الصيني، وعلى غرار ذاك حاولت بكين الالتفاف على المشروع الأميركي، فقامت بإنشاء طريق بري من خلال سكك حديد يمتد من الصين إلى بورما، وساعدها في ذلك الجيش البورمي، لأنها قامت بانقلاب في بورما، ومنها تخرج السفن إلى البحر، وتعبر ميناء بنغلاديش ثم إلى ميناء سريلانكا.

بعدها قامت مظاهرات في سريلانكا وهرب رئيس وزرائها، وبذلك أغلقت أميركا الطريق على الصين، ونزلت في ميناء همبتوتا السريلانكي، ثم أكملت طريقها نحو باكستان، ودعمت الانقلاب على عمران خان، وأغلقت الطريق أمام الصين.

هكذا إذن، أغلقت أميركا الممرات الحيوية العالمية على الصين، ولم يتبقّ أمام هذه الأخيرة إلا الطريق من بورما، وهي اليوم تخسر في بنغلاديش بعد هروب الشيخة حسينة، التي رفضت التعاون مع واشنطن، وبدأت في سحب قواتها حتى لا تؤذي الصين، وبالتي أصبحت جبهة بوتان ضعيفة ضد الصين.
إشارة الى ان كل التقارير تؤشر إلى لعب الولايات المتحدة الاميركية دوراً رئيساً في إسقاط الشيخة حسينة، خاصة بعد محاولاتها بيع موانئ للصين، ومرة أخرى تتقدم واشنطن في سباقها مع بكين، وتسيطر على الخط الملاحي التجاري.

اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى