جبهة الشمال تحدد مصير نتانياهو… انتشار روسي في تلال القنيطرة
ميشال نصر
مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لاندلاع حرب طوفان الاقصى، واضح ان تل ابيب تخطط لتوسيع تحركها نحو لبنان وسوريا، وفقا لما تبينه المعطيات الميدانية، والمواقف الاسرائيلية لاكثر من وزير ومسؤول عسكري.
تزامنا، يتارجح لبنان على حبلي التصعيد، على الحدود والذي وصل الى تخوم بلدة صغبين في البقاع الغربي، وفي الداخل مع عودة التحركات المطلبية الى الشارع، في ظل سلسلة من الاحداث الامنية والقضائية المتزامنة، والمساعي الهادفة الى اعادة احياء ملف انتخابات رئاسة الجمهورية.
فمع تهاوي المبادرات الاميركية الواحدة تلو الاخرى، في ظل نجاح ما يحكى عن تحالف ضمني بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، على ما تقول مصادر سياسية، لتطيير اي فرص سياسية يمكن ان تسجل نقاطا لصالح حملة المرشحة كامالا هاريس، يبدو جليا ان نتانياهو مصر على اعتماد سياسة الهجوم الى الامام والانتقال الى الجبهة الشمالية، مع لبنان وسوريا، وهو ما عبر عنه صراحة وزير دفاعه، الذي كشف المستور معتبرا ان المواجهة هي مع ايران.
ورات المصادر ان نتانياهو، نجح حتى الساعة في جر الادارة الاميركية الحالية الى ملعبه، حاصرا التواصل بين طهران – وواشنطن في السياق الذي رسمه، بعدما باتت الاهداف في غزة مقتصرة، اولا بانقاذ الاسرى احياء، بعدما قررت حماس تصفيتهم في حال اقتراب القوات الاسرائيلية من اماكن احتجازهم، وثانيا، قتل قادة الحركة وعلى راسهم رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار.
وتتابع المصادر، ازاء هذا الوضع بات تحريك الجبهة اللبنانية امرا ملحا وضروريا، بعدما بات استمرار نتانياهو في السلطة مرتبطا باشعال جبهة الشمال، وهو ما دفع بالاخير الى طلب عقد اجتماع مع الجانب الاميركي، لبحث تحقيق انجاز على هذه الجبهة سواء سياسيا ام عسكريا، وهو ما حصل فعلا، استتبع بزيارة عاجلة لقائد القيادة الوسطى الاميركية الى الجبهة حيث ناقش الخيارات العسكرية مع نظرائه الاسرائيليين.
وفي هذا السياق كشفت مصادر سياسية لبنانية، أن طرح الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، الذي حمله معه خلال زياراته المتكررة الى بيروت، حول مبادلة أراض بين لبنان واسرائيل، كحل لبعض النقاط الحدودية المتنازع عليها، لتعديل خطّ الحدود بشكلٍ يتوافق مع الواقع الحالي، هو أمر غير قابل للتطبيق لأسباب عديدة أهمّها، اولا، مخالفة هذا الطرح للمادّة الثانية من الدستور التي تمنع التنازل عن أي جزء من الأراضي اللبنانيّة أو التخلّي عنه، وثانيا، حاجة هكذا خطوة إلى إتفاقيّة ترسيم جديدة مع إسرائيل لتعديل خطّ إتفاقيّة بوليه – نيوكمب والنقاط الجغرافيّة الحدوديّة المثبَّتة منذ أكثر من مئة عام.علما ان اوساطا مطلعة وضعت التصعيد العسكري الذي تشهده جبهة الجنوب، يدرج في اطار سعي الاطراف الى تعزيز اوراقها التفاوضية، في ظل اعتماد كل من طرفي المواجهة استراتيجية جديدة، خصوصا ان تل ابيب تضغط في اتجاه تحقيق انجاز عل هذا الصعيد.
السفارة السعودية
وليس بعيدا، فان سوريا التي تعرضت لاعنف جولة من الاعتداءات الاسرائيلية،اخيرا، على صعيد الاهداف، والضحايا، شهدت خطوة جديدة في اطار انفتاحها على الدول العربية، تمثلت في قرار الرياض اعادة افتتاح مقر سفارتها في دمشق، في مؤشر واضح الى تطور العلاقات الثنائية، مع ما يعنيه ذلك من غطاء تحتاجه سوريا في هذه المرحلة في ظل الاوضاع التي تمر بها المنطقة.
هذه المظلة السعودية – العربية التي قدمتها الرياض، ترافقت مع اخرى عسكرية، اذ تحدثت مصادر ميدانية ان القوات الروسية حركت وحداتها العسكرية من الجنوب السوري، ناحية درعا، باتجاه الجولان والقنيطرة، حيث ركزت سلسلة من نقاط المراقبة على عدد من التلال المطلة على الجولان والمواقع الاسرائيلية، وباشرت تحصينها تمهيدا لاقامة مواقع عسكرية، في خطوة وصفها المراقبون باجراءات استباقية وتحسبا لاي عمليات تقدم اسرائيلية باتجاه هذه المنطقة، ولفرض «الاستقرار» على هذه الجبهة.