كَتَبَ “الشاطر حسن”
إذا كانت الزيارة اللبنانية إلى باريس، وقبلها الفيلم الحدودي الطويل جنوباً، قد احتلت واجهة الأحداث والاهتمام الداخلي، فإن التسريبات حول “الخضة” داخل التيار الوطني الحر، نتيجة ما حكي عن “عصر برتقالي” للمحازبين، تمخض عن
“شحط” نائب المتن الياس بوصعب، من الحزب و “بضهره” تكتل لبنان القوي، بقيت حديث الصالونات ومادة للتحليل والتنقيب عن أصلها، رغم ان شيئاً رسمياً لم يصدر، كما أن الأخير لم يعلق، رغم” لطشات زملائه” المشاكسين، “اللاحقينه” قريباً، فيما الرفاق حائرون يتساءلون من اللاحق من يكون…. الآن ابراهيم أم سيمون ….
أكيد أن ما يمر به التيار من “حركة تصحيحية”، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في مسيرته، والواضح “كعين الشمس” أن “صوفة بوصعب” حمراء بما فيه الكفاية، منذ زمن، وللتذكير فإن الأخير قد تسبب بتطيير ابنة “الجنرال” وكبيرة مستشاريه، وفريقها يتقدمه “كبير جزين” من القصر الجمهوري، بالتعاون مع “الصهر”، يوم وصفت مقدمة ال “او. تي. في” “القومي الهوى”، بأنه وديعة سورية، لتكر بعدها سبحة الإنتقادات له، خصوصاً أن القواعد العونية لم “تبلع” دولة الرئيس يوماً، بوصفه من الطارئين والمصنفين، من فئة “العوميون”، وفقاً للعونيين.
في كل الأحوال، ورغم كل ما قدمه إبن ضهور الشوير، من مال، لتغطية نفقات السفر والإجازات، ومن جاه غنته “جوليا”، للتيار الوطني الحر، وللرئيس وصهره خصوصاً، على ما يقول مقربون من ضهور الشوير، انفجرت القلوب المليانة، وفرطت حبات الرمانة، وتجرع الجميع كأس زوم الزيتون “مقفى”، بعدما زاد طين مواقف نيابة رئاسة مجلس النواب، ما “لذ وطاب” على بلة “التمرد” المتزايد، ليتخذ القرار، الذي “قسمت ضهره”، ” شعيرة” ورقة انتخاب زياد بارود في صندوقة الاقتراع، والتي شكلت تحدياً مباشراً لرئيس التيار، من أحد أعضاء تكتله “الفاتح عا حسابه”، متخذا مقاطعة ميرنا الشالوحي نهجاً له، كخلف صالح “للعميد السلف الطالح”.
في الزوايا العونية كلام كثير وكبير، “فالبقرة وقعت وكترو السلاخين”، رغم وجود شبه اجماع على أن السبب الأساس، يعود إلى التموضع البرتقالي الجديد عشية انتخابات 2026 النيابية، والتي قرر “صهر الرابية” أن يخوضها مستنسخا تجربة “الميشالين”، أي بالتحالف هذه المرة مع الياس المر، لإعادة إحياء ثنائية الزعامة المتنية، الموزعة بين البياضة مارونيا، وبتغرين اورتودكسيا، مصيبا بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد، خصوصاً أن هذا التحالف يضمن “الطاشناق” في “الجيبة” ويسهل المعركة بدرجة كبيرة، في مواجهة تحالف المعارضة المسيحية، مع انعكاس ذلك على باقي الدوائر ذات الصوت الأرمني.
فالسكوت العوني عن الممارسات “الشاذة” لبو صعب، و”بلعهم الموس” طوال الفترة الماضية، كان بسبب صحبته مع الأميركيين والإماراتيين، التي حاول رئيس التيار الوطني الحر، تجييرها لصالح تصحيح وتحسين وضعه مع الطرفين، إلا أن “العومي المتني” لم ينجح في مهمته، رغم أنه راكم بحكم صفته الرسمية كمستشار لرئيس الجمهورية ومكلفا بملف الترسيم، علاقة “حب وغرام” وأحياناً انتقام، مع الوسيط الأميركي، آموس هوكشتاين.
وبما انو “سيرة وانفتحت”، فإن لب النقطة الثانية التي لم “تبلعها” البياضة، تمثلت بقرب بوصعب”، إلى درجة التماهي مع المايسترو النبيه”، وتبني مواقفه كاملة، من انتخاب رئيس للجمهورية، إلى التموضع في خندق الثنائي الشيعي في الكثير من القوانين.
لذلك، ولأن آخر الدوا الكي، والحالة ما بقى بتحمل، قرر “الرئيس جبران” تنفيذ المرحلة الأولى من قرار اتخذ سرا، عشية انتخابات 2022، قضى باستبعاد مجموعة من الأسماء، منها من قضى نحبه السياسي، كزياد أسود وماريو عون وغيرهم، ومنها من ينتظر، كإبراهيم كنعان، وآلان عون، والحبل عالجرار، بسبب تدخل “الجنرال” من جهة، وظروف المعركة الصعبة يومها، من جهة اخرى، ما فرض على باسيل السير “بقرار الختيار”، على مضض و”بلع الموس”، في انتظار اللحظة المناسبة لتوجيه الضربة القاضية.
هكذا انتهت تصفيات “النصف نهائية” بخروج بوصعب، وان بتأخير سنتين. ودور مين بالدفعة الجاية؟ وهل فعلاً بدأ نائب البترون تطهير التيار من “الطفيليات” التي لمها طوال الفترة الماضية، والتي تسببت بالكثير من الخسائر، سواء في الشكل والمضمون؟
الأيام والأسابيع القادمة كفيلة بتبيان الخيط الأبيض من الأسود، بعد حسم الرئيس الفخري موقفه، بعدما وصلت السكينة عالرقبة”، الذي بالنسبة للكثير واضح وصريح وخلاصته “مع جبران ظالماً أو مظلوماً”، تاركاً له أن يضرب والعونيون يصيحون.