
بيروت بوست – من عنا – عالسطر
يخوض حزب الله اليوم أصعب امتحانٍ له في استعراض القوة الشعبية منذ انطلاقته عام 1982، ويريد أن يثبت أنه، بعد القوة العسكرية، يحتفظ بقوة شعبية، وبخزان بشري يريده أن يكون غير مسبوق.
الرسائل من وراء هذا الحشد، إلى الداخل اولًا، ويريد أن يقول إنه جاهز للاستحقاقات. وإلى الخارج ثانيًا، ولاسيما الولايات المتحدة الاميركية، وفحوى الرسالة أنه لا يمكن تجاوزه.
لكن ما يجدر التوقف عنده أن حزب الله تصرَّف كمكوِّن مستقل، بمعزلٍ عن الآخرين: من توجيه الدعوة إلى يوم التشييع، إلى تحضير مكان الاحتفال في مدينة كميل شمعون الرياضية، إلى توجيه الدعوات في الخارج وتنظيم وصولهم إلى مطار بيروت، مع استعراضات الوفود الواصلة: من تركيا والعراق وإيران واليمن، بالشعارات والصيحات والأعلام.
على عاتق الدولة تأمين الحماية، في أكبر تحدٍّ أمني لتمرير نهار التشييع بهدوء واستقرار، ليبقى السؤال الأساسي: ماذا بعد التشييع؟
هناك أسئلة جوهرية ستكون مطروحة على حزب الله، خصوصًا بعد التشييع، وأبرزها:
في اي اتجاه سيستثمر الحشد والحضور؟
ماذا عن الإستحقاق الملزِم بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بنسخته وبقراءته الأممية وليس وفق القراءة اللبنانية القائمة على الأهواء والإجتهادات.
بعد ثمانٍ واربعين ساعة على التشييع، سيكون التحدي الأول مناقشة البيان الوزاري للحكومة، فكيف سيتعاطى حزب الله مع البيان ، وهو الخارج من استعراض القوة الذي تمثل في التشييع؟
يوم التشييع، بعيدًا من العواطف، سيكون تحت أنظار الأميركي والإسرائيلي، فكيف سيقرآن تفاصيله؟