في اللحظات الاخيرة…. لماذا تراجعت اسرائيل عن عملية الانزال في البقاع؟

نتانياهو صادق على عملية خطف قائد كبير في حماس

ميشال نصر

فيما كان حزب الله يكشف عن تكتيكات سلاح مدفعيته، التي سمحت له في تامين ممرات لصواريخه وقذائفه نحو اهدافها على مسافات مختلفة، بعد نجاحه في تحييد منظومة القبة الحديدية، التي باتت بحاجة الى من يقيها ضربات الحزب، كان جهاز امن الحزب يتابع تحقيقاته في واحدة من اهم الاختراقات التي كادت ان تحصل لو قدر لها النجاح.

تروي مصادر متابعة انه مع تطور العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، وضع حزب الله من ضمن فرضياته امكان ان تعمد اسرائيل الى تنفيذ عمليات في العمق اللبناني، سواء عبر تنفيذ عمليات اغتيال، او خطف، يكون لها مفعول معنوي، خصوصا اذا ما نجحت بان تطال قيادات ذات وزن.

في هذا الاطار، وضعت قيادة الحزب الامنية خطة لمواجهة هذه الاحتملات، رافعة من دقة يقظتها الامنية، ومفعلة شبكاتها في طول البلاد وعرضها، خصوصا في بعض المناطق الحساسة، ولبعض القيادات اللبنانية والفلسطينية، خصوصا بعد اغتيال صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية.

وفي تفاصيل العملية التي كانت ستحصل السبت الماضي، يكشف مصدر مقرب من حارة حريك، ان معلومات وصلت الى امن الحزب منذ شهرين، من استخبارات احدى الدول، عن تحضير اسرائيل لتنفيذ عملية امنية-عسكرية نوعيكة ضد شخصية فلسطينية “مهمة” تنتمي لحركة حماس. عليه باشر امن الحزب درس الخيارات الممكنة وقام بحصرها بعدد محدد من الاشخاص، حيث توصل نتيجة المتابعة والتدقيق الى توقيف احد المنتمين لحركة حماس، القاطنين في منطقة البقاع الاوسط، في نقطة استراتيجية، حيث قامت قوة خاصة بتوقيفه، لتكتشف مع بدء التحقيقات انها اوقعت بكنز كبير.

وتتابع المصادر، ان الموقوف اعترف خلال استجوابه انه يعمل لصالح الاستخبارات الاسرائيلية، حيث طلبمنه مراقبة حركة شخصية رفيعة من حركة حماس تتنقل بشكل دائم بين لبنان وسوريا، مقرا بان القوات الاسرائيلية تعتزم تنفيز عملية انزال بالقرب من منطقة المصنع بهدف اختطاف القيادي الحمساوي، خلال عودته من دمشق مساء، مرجحا ان تنفذ العملية في المنطقة الفاصلة بين نقطتي الجمارك على طرفي الحدود، علما ان الطيران الاسرائيلي سبق ان نفذ عمليتي اغتيال في تلك المنطقة.

عليه قررت حزب الله نصب كمين للقوة الاسرائيلية، للايقاع بها على غرار كمين انصارية، منذ اعوام، الا ان حسابات حقله لم تتفق والبيدر الاسرائيلي، اذ عمدت تل ابيب الى الغاء العملية في اللحظات الاخيرة، رغم حصولها على موافقة رئيس الوزراء، بعدما فقد الاتصال بالعميل الفلسطيني.

وتشير المصادر الى انه سبق منذ مدة اكتشاف عدد من كاميرات المراقبة مزروعة بالقرب من منزل احد قياديي حماس في البقاع، بينت المتابعة ان مجموعة سورية قامت بوضعها، وربطها بشبكة الانترنت، علما ان البيئة التي يتواجد فيها المنزل تعتبر بيئة حليفة وحاضنة لنهج حماس الجهادي.

هكذا اذا احبط حزب الله الانزال الاسرائيلي، في المقابل فوتت تل ابيب على حارة حريك فرصة اسر عدد من الجنود، لتنتهي العملية بتعادل سلبي، في جولة من جولات الحرب المفتوحة.

Exit mobile version