٧ سيناريوهات لمن يفوز بالبيت الأبيض
من يظن أنه يعرف ما سيحدث يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية، إما أنه مخدوع وإما بالغ الذكاء، ذلك أن متوسطات استطلاعات الرأي، تظهر أن جميع الولايات السبع المتأرجحة تفصل بينها نقطتان أو أقل، ما يعني أن الأمور إذا تحركت بنقطتين فقط من حيث يعتقد أنها تقف، فقد ترى اكتساحاً لأحد المرشحين وانتخابات حاسمة إلى حد كبير.
على ضوء كل هذا الغموض، يمكن الحديث عن السيناريوهات الأكثر ترجيحاً، وكيف قد يصل أي من المرشحين إلى النصر، وعددها ٧، بترتيب تقريبي من حيث المعقولية.
١- فوز هاريس من خلال “الجدار الأزرق”:
هو السيناريو الأكثر ترجيحاً، وفقاً لمتوسطات استطلاعات الرأي في “واشنطن بوست”، وهو يعني أنه أكثر ترجيحاً من غيره بنقطة واحدة، والسبب هو أن نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تتمتع حالياً بتقدم طفيف في ٤ من الولايات السبع المتأرجحة، وهي ميتشيغن ونيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا، ما يسمح لها بالحصول على ٢٧٦ صوتاً مع أن المطلوب ٢٧٠ صوتاً.
وكل ما تحتاجه هاريس في هذه الحالة، هو ولايات “الجدار الأزرق”، أي التي يتمتع فيها الديمقراطيون بالغالبية، وهي الولايات الشمالية الثلاث، التي تضاف لها الدائرة الثانية في الكونغرس في نبراسكا، حيث تتقدم المرشحة بنحو ١٠ نقاط، مما يجعلها تحصل على ٢٧٠ صوتاً بالضبط.
رغم أن الناخبين البيض وكبار السن الذين يميلون عادة إلى الجمهوريين، قد يغيرون سير هذا السيناريو.
٢- فوز ترامب من خلال الشرق:
طريق ترامب إلى النصر أصعب قليلاً، وقد بدا أن حملته تضع الكثير من الثقة في ٣ ولايات شرقية، هي جورجيا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا، رغم أن استطلاعات الرأي قلصت فرصه في بنسلفانيا إلى أقل من نقطة واحدة لصالح هاريس، محافظا على تقدم طفيف في جورجيا، كما أنه قد يوسع تقدمه الطفيف في ولاية كارولينا الشمالية.
وإذا ذهب ترامب في هذا المسار، فقد تلعب مكاسبه مع الناخبين السود دوراً مهماً، لأن جورجيا وكارولينا الشمالية لديها أكبر عدد من السكان السود بين الولايات المتأرجحة.
٣- ترامب و”حزام الشمس”:
المسار الأكثر منطقية بالنسبة لترامب يمر في الغالب عبر النصف الجنوبي من البلاد، مع ضرورة إضافة ولاية شمالية، وقد قدمته استطلاعات الرأي في ولايات حزام الشمس، خصوصاً أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية، ولكن الجانب السلبي في هذا المسار هو أنه يتطلب من ترامب الفوز بمزيد من الولايات، لأنه حتى لو فاز بهذه الولايات الأربع، فسيضطر إلى جلب واحدة من الولايات الشمالية.
٤- فوز ساحق لهاريس:
من المعقول جداً أن تنتصر هاريس لتقدمها في استطلاعات الرأي الوطنية حالياً بنقطتين، وذلك ما يسمح لها بأن تكتسح الولايات السبع المتأرجحة، ولكن إذا كانت استطلاعات الرأي غير دقيقة كما كانت عام ٢٠١٢ عندما قللت من فوز الرئيس السابق باراك أوباما، فإنها ستفوز بـ ٥ ولايات متأرجحة على الأقل ونحو ٣٠٠ صوت انتخابي.
٥- فوز ساحق لترامب:
قللت استطلاعات الرأي من شأن ترامب في عامي ٢٠١٦ و٢٠٢٠، وبالتالي إذا كانت استطلاعات الرأي في كل ولاية مخطئة بقدر ما كانت في ٢٠١٦، فإن ترامب سيفوز بكل الولايات المتأرجحة باستثناء نيفادا، وإذا كانت مخطئة كما كانت عام ٢٠٢٠، فإن ترامب سيفوز بالولايات السبع المتأرجحة.
وفي كلتا الحالتين، فإن هامش المجمع الانتخابي سوف يبدو مشابهاً إلى حد كبير لما كان عليه عام ٢٠١٦، عندما فاز ترامب بـ ٣٠٦ أصوات انتخابية، ولكنه هذه المرة، ربما يجمع بين ذلك وفوزه بالتصويت الشعبي، على عكس خسارته بنقطتين قبل ٨ سنوات.
أما كيف يمكن أن يحدث هذا، فذلك يعود إلى أن المكاسب الكبيرة التي حققها ترامب في استطلاعات الرأي بين الناخبين السود واللاتينيين – خصوصاً الرجال- ستتحقق في يوم الانتخابات، وربما تتحول مجموعات أخرى إلى ترامب مع إحجام الناخبين عن التصويت لامرأة بطرق لم تظهر في استطلاعات الرأي.
٦- مزيج غير متجانس:
تتجاهل المسارات المذكورة أعلاه وسيناريوهات الفوز الاحتمال الحقيقي بأن نرى شيئاً غير متوقع لا يبدو منطقياً على الإطلاق، وهو أن تكون الولايات الشمالية وولايات حزام الشمس منقسمة، وقد يحدث ذلك لأسباب عدة.
ربما تخسر هاريس ولاية شمالية لكنها تعوض ذلك بولاية نيفادا وكارولينا الشمالية، وهي الولاية التي فاز بها ترامب مرتين ولكن عدد سكانها يتغير بسرعة، وربما يفوز ترامب بأريزونا وميتشيغن وكارولينا الشمالية وجورجيا، لأن هذه الولايات متقاربة بما يكفي بحيث يمكن أن تتأرجح في أي اتجاه.
٧- التعادل:
التعادل ليس محتملاً، ولكن من الناحية النظرية لايزال من الممكن أن يكون لدينا تعادل ٢٦٩ – ٢٦٩ في المجمع الانتخابي، وقد يحدث ذلك عند فوز هاريس في ميتشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن مع خسارتها في البقية وفي الدائرة الثانية في نبراسكا، حيث تتمتع بتقدم كبير في استطلاعات الرأي.
وبافتراض فوز هاريس كما هو متوقع في الدائرة الثانية في نبراسكا، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً للتعادل هو أن يفوز ترامب في بنسلفانيا وميتشيغن وكارولينا الشمالية أو جورجيا، من دون أن يفوز في أي ولاية متأرجحة أخرى.
في هذه المرحلة، سنكون امام ما يسمى “الانتخابات الطارئة”، حيث ينتخب مجلس النواب، الرئيس من خلال الإدلاء بصوت واحد لوفد كل ولاية، وسيعتمد الحزب الذي يسيطر على أكبر عدد من الوفود على نتائج انتخابات ٢٠٢٤، حيث احتمالات فوز الجمهوريين أكبر في الوقت الحالي.