
باسيل يتحرك قطريا في الملف الرئاسي
ميشال نصر
على فالقٍ تفجيري كبير، يقبع لبنان من جنوبه الى اقصى شرقه، وحتى شماله حيث توسعت دائرة العدوان الاسرائيلي، في فترة “الوقت الميت” حتى الخامس من تشرين الاول، حيث اللاتوازن الإقليمي والدولي عشية الانتخابات الاميركية الرئاسية وترقب لطبيعة الرد الاسرائيلي على الصواريخ الايرانية، وسط تقاطع مواقف الاطراف على ان الحرب طويلة، على وقع تصعيد يمتد من طهران الى تل ابيب، مرورا بعواصم عربية.
رئاسيا
رئاسيا وفيما قرأت مراجع نيابية في كلام رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع خلال اطلالته التلفزيونية، عملية خلط للاوراق وتصعيدا في ما خص الملف الرئاسي، يفهم منه ان الاستحقاق مرحل الى مرحلة لاحقة، انشغلت الاوساط المتابعة بزيارات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى قطر، للمرة الثانية في غضون عشرة ايام، حيث بحث مجموعة من الملفات مع رئيس الوزراء القطري، الذي اجرى بدوره اتصالا هاتفيا برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى باسيل فور عودته من الدوحة.
مصادر متابعة للحركة السياسية تحدثت عن “طبخة ما” يعمل عليها، من ضمن مبادرة تنوي ميرنا الشالوحي اطلاقها، تتضمن لائحة “اسماء تعتبرها توافقية” لعرضها على الاطراف المعنية، مستدركة في هذا الاطار، ان اي اتفاق لا يمكنه ان يتخطى القوات اللبنانية، وموافقتها، رغم كل ما قيل عن لقاء “معراب٢” ونتائجه، بعدما باتت الجمهورية القوية ناخبا اساسيا ووازنا في اي اتفاق رئاسي، مبدية خشيتها من ان تلقى المبادرة الجديدة نصيب سابقاتها، في ظل الخلافات القائمة والانقسامات حول الاولويات، خصوصا مع تصاعد الاصوات في الداخل ضد الخيارات السياسية لبعض الاطراف.
الصورة الاقليمية
صورة غير مطمئنة، عززها المشهد الاقليمي، الذي قرأت فيه مصادر ديبلوماسية اتجاها نحو مزيد من التصعيد، من اعلان طهران وقف التفاوض مع واشنطن، بعد اللقاء الاخير الذي حصل في الدوحة بين الطرفين، وانتهى الى خلاف عميق، في ظل “النقزة” الايرانية بعد التراجع الدراماتيكي لحظوظ المرشحة الديموقراطية، والتقدم السريع لغريمها الجمهوري، دونالد ترامب، والحملة الشعبية الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية، وسط تأييد استطلاعات الرأي لتوجيه ضربة للمواقع النووية الايرانية، وتصفية ما يعتبره الاميركيون الحساب العالق مع طهران منذ اكثر من 40 سنة، وثانيا، الرسالة التي تعمدت ايران ايصالها من بيروت، تزامنا، مع ايفادها رئيس مجلس شورتها محمد باقر قاليباف، هو الذي كان مرشحا لرئاسة الجمهورية عن تيار المحافظين في مواجهة الرئيس مسعود بزشكيان، الساعي للتقارب مع الاميركيين، والتي تدل الى ان زيارته جاءت تحضيرا لمرحلة ستشهد الكثير من الضغط والتصعيد والمواجهات، وهو ما ترجم عمليا، وفقا للمصادر، واستنادا الى التقارير الاستخباراتية، في العملية النوعية التي استهدفت قاعدة لواء غولاني.
على الجهة المقابلة، ليس الحال بافضل، فواشنطن، ردت بارسالها منظومة “ثاد” المضادة للصواريخ الفرط صوتية، في رسالة واضحة لطهران، مع انغماس الاميركيين بشكل اكبر في المواجهات، خصوصا ان اي استهداف لتلك المنظومة سيكون عملا عدائيا موجها ضد الجيش الاميركي، في وقت تستمر فيه الاستعدادات لتوجيه تل ابيب ضربتها الى ايران، والتي تم الاتفاق حول اهدافها مع الاميركيين، الذين سيقدمون الدعم اللوجستي اللازم، اذ تكشف المصادر ان الضربة ستستكمل تدمير منظومات الدفاع الجوي في محيط المواقع النووية، وبنى تحتية صناعية عسكرية تابعة للحرس الثوري، فضلا عن موقع يرتبط بالمنشآت النووية الايرانية.
الوضع الميداني
وعلى وقع التهديد والوعيد باستهداف بيروت، بعدما اعتبرت القيادات الاسرائيلية ان “لبنان كله بات هدفا مشروعا”، ورغم ان الانذارات شملت حوالى 25% من مساحة لبنان وفقا للامم المتحدة، تبين وجود نية لدى اسرائيل بإقامة “منطقة محروقة” بعمق 3 كيلومترات، يستحيل معها عودة النازحين اللبنانيين اليها في اي اتفاق مستقبلي، وذلك ضمن خططها للسيطرة على الأرض. هذا وانتقل حزب الله من مرحلة الدفاع الى الهجوم، في رحلة اعادة التوازن الى معادلة الردع، عبر هجمات مباغتة باستخدام الألغام والأنفاق، دون أن يتمترس في مواقع ثابتة. وتتزايد ضرباته بشكل تصاعدي، حيث يسعى لتنفيذ هجمات دقيقة في العمق الإسرائيلي، مثل الضربة التي استهدفت مدينة بنيامينا.