أمن وقضاءسياسةعالسطر

عالسطر: مبارح مش متل اليوم؟

ثلاثة عناوين بارزة تتقاسم حالياً المشهد اللبناني: سياسيٌّ يرتبط بالعمل على إنجاز البيان الوزاري الذي ستنال الحكومة الثقة على أساسه، وأمنيٌّ يرتبط بالإحتجاجات في محيط مطار بيروت وما تخللها من اعتداء على آليات وعناصر لليونيفيل، وجنوبيٌّ يتصل باستحقاق الثامن عشر من شباط. 

وإذا كان الاعتداء على حرية التنقل يستوجب حسماً من السلطات العسكرية والأمنية، كان ممنوعاً،بنظرها نفسها، في 17 تشرين الأول 2019 وصار مسموحاً اليوم لأسباب لا تخفى على أحد، فالمشهد على طريق المطار في الساعات الأخيرة يتطلب قراءة أبعد من التفاصيل الميدانية، ليلامس جوهر الأزمة، انطلاقاً من الملاحظات الآتية:

أولاً، تحوُّل طريق المطار إلى ساحة نزال بين خطين سياسيين متناقضين اجتمعا قبل أسبوع بالتمام والكمال، وعلى مضض، في حكومة واحدة، من دون تفاهم سياسي، ولا رؤية لمقاربة الملفات الإشكالية، وأولها في هذه المرحلة موقع الثنائي الشيعي في المعادلة الوطنية بعد الحرب.

ثانياً، على رغم اعلان رئيس الحكومة من قصر بعبدا ان البيان الوزاري سينجز الاثنين المقبل، ليحال على الحكومة فمجلس النواب لنيل الثقة، لا يثق كثيرون من اللبنانيين بقدرة الحكومة الجديدة على الانجاز في الملفات التي ينتظرونها منذ سنوات، ولاسيما قضية أموال المودعين والنهوض الاقتصادي، بفعل الخلاف السياسي المستحكم، والمستمر من مرحلة الفراغ.

ثالثا، في وقت لاقى الاعتداء على اليونيفيل موجة عارمة من الاستنكار، ولاسيما على المستويين الاقليمي والدولي، تتكاثر الاسئلة يومياً حول دور الحاضنة الخارجية للمرحلة السياسية الجديدة في لبنان، حيث يبدو أن الاعتبارات السياسية المحلية فرملتها الى حين، على رغم التأكيدات المعاكسة من المعنيين.

وهنا ثلاثة سيناريوهات لما حصل :
اولا ؛ إذا كان التحرك منظما ، فيمكن وصف المجموعة التي قررته ونفذته بالغبية سياسيا، لأنها أهدت اسرائيل ما تريده تماما، وهو إظهار ضعف القوات الدولية المفترض بها ضبط وقف النار والإشراف على تطبيق القرار ١٧٠١.
الثاني ان مدسوسين نفذوا الاعتداء وهؤلاء يمكن تصنيفهم بالعملاء .
والثالث ان حزب الله قد يكون فقد مع استشهاد السيد حسن نصر الله قدرتَه على ضبط شارعه ، فانفلتت الأمور من يده.

في انتظار الاجوبة، ليس امام اللبنانيين سوى الترقب، كما على المستوى المحلي، كذلك اقليمياً، حيث المنطقة في مخاض كبير، قد يسفر إما عن حل كبير، أو عن أزمة أكبر، يبدو أن حظوظها تصبح يوماً بعد يوم أكبر بكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى