برلين ضد استخدام كييف الصواريخ بعيدة المدى ضد روسيا؟
في الـ13 من أيلول الحالي، عندما اجتمع زعيما الولايات المتحدة وبريطانيا في واشنطن، من أجل النظر في ما إذا كانت الدول الغربية ستستمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف عمق الأراضي الروسية، أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، أنّ بلاده لن تمنح كييف الضوء الأخضر لفعل ذلك، في موقف يطرح علامة استفهام، خصوصاً أنّنا نتحدث عن ألمانيا، ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، والمموّل الرئيس لحُزم الدعم العسكري التي يقدّمها الاتحاد الأوروبي، إذ بلغت قيمة المساعدات الألمانية منذ بداية الحرب 34 مليار يورو تقريباً.
وتعلّل برلين هذا الموقف بـ”حرصها على عدم توسيع دائرة الصراع”، ولاسيما أنّ موسكو جدّدت خلال الأيام الماضية موقفها بأنّ السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى يعني أنّ حلف شمال الأطلسي قد دخل الحرب بصورة مباشرة.
تفكّر ألمانيا جدياً في التحذير الروسي، لا من باب “الحرص على عدم توسيع رقعة الحرب”، بل انطلاقاً من:
– إمتلاكها قدرات متواضعةً جداً في حال وقوع مواجهة مباشرة مع روسيا، اذا ما قررت مهاجمة دولة من “الناتو”. وقد أُطلقت خلال الأيام والأسابيع الماضية تحذيرات عديدة حول ضعف الجيش الألماني، أهمّها من معهد “كيل” للاقتصاد العالمي الألماني، الذي أعدّ دراسةً دقيقةً بشأن قدرات الجيش الألماني، في مواجهة حرب واسعة مع روسيا. يشار الى ان ألمانيا أرسلت الجزء الأكبر مما تملكه من معدات عسكرية إلى أوكرانيا خلال السنتين الماضيتين.
-تحديات الأزمة الاقتصادية التي تتحكم بألمانيا منذ سنوات، إضافةً إلى الرفض الشعبي لاستمرار تمويل الحرب في أوكرانيا، والذي ظهر جلياً في ننائج الانتخابات التشريعية المحدودة الأخيرة.
-رفع المراقبون الأوروبيون مستوى التهديد الروسي مع فرضية تزوّد موسكو بصواريخ وقذائف من كوريا الشمالية. ويقول هؤلاء إنّ روسيا تستطيع بفضل الدعم الكوري الشمالي وحده أن تنفق نحو 10 آلاف قذيفة أو صاروخ يومياً، من دون خوف من استنفاد مخزوناتها. وبمعدل مماثل لإطلاق النار، قد تحتاج ألمانيا في المقابل إلى عام كامل لإنتاج هذا القدر من الذخيرة.