خاصأمن وقضاءإقليميدوليسياسةنزاعات وصراعاتنقطة فاصلة

الإطار الاستراتيجي لموقف حزب الله من تسليم سلاحه| تقدير موقف

خاص- بيروت بوست

تُظهر تصريحات حزب الله الأخيرة رفضًا قاطعًا وصريحًا لخطة حصر السلاح. فقد وصف الحزب قرار الحكومة بأنه “خطيئة كبرى” و”قرار يُجرّد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي”. كما أكد أنه سيتعامل مع هذا القرار “كأنه غير موجود”، وهو ما يُعتبر تهديدًا ضمنيًا بتجاهل أي إجراءات تُتخذ في هذا السياق.

ويُبرر حزب الله موقفه بالتشكيك في شرعية القرار، مُتهمًا الحكومة بالرضوخ “لإملاءات المبعوث الأميركي”. ويرى الحزب أن هذه الخطوة تُحقق مصلحة إسرائيل وتُضعف لبنان في مواجهة “العدوان الإسرائيلي الأميركي”. هذا التوجه يُعد محاولة لتأطير القضية على أنها معركة بين السيادة اللبنانية والمصالح الخارجية، بما يخدم موقفه الرافض.

عليه يُمكن فهم موقف حزب الله ضمن سياق أوسع:

  • السلاح جزء من هوية الحزب: يعتبر حزب الله سلاحه “سلاح المقاومة”، ويُعد جزءًا لا يتجزأ من هويته العقائدية والسياسية. التخلي عنه يُعتبر بالنسبة له بمثابة تفكيك لهويته ووجوده.
  • التمسك بالحماية الذاتية: يرى الحزب أن الجيش اللبناني غير قادر على توفير الحماية الكاملة للبلاد في مواجهة إسرائيل، وبالتالي فإن سلاحه هو الضمانة الوحيدة لحماية لبنان.
  • الربط بشرط انسحاب إسرائيل: يُكرر الحزب دائمًا أن نزع سلاحه مرتبط بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية. وهذا الشرط يُعد ورقة لتأجيل أي نقاش جدي حول هذه القضية إلى أجل غير مسمى.
  • تجنب المواجهة المباشرة مع الجيش: على الرغم من الرفض القاطع، من غير المتوقع أن يُقدم حزب الله على مواجهة مسلحة مباشرة مع الجيش اللبناني. بدلاً من ذلك، سيعتمد على الضغط السياسي والإعلامي لعرقلة الخطة ومنعها من التحول إلى واقع عملي.

إن تعامل حزب الله مع خطة حصر السلاح لن يكون بالموافقة أو التعاون. بل سيقوم الحزب بتصعيد خطابه السياسي والضغط على الحكومة لإفشال الخطة. سيعتمد على الأطر الدبلوماسية والسياسية لتعطيل تطبيق أي إجراءات، وفي الوقت نفسه، سيتجنب أي مواجهة مسلحة مباشرة مع الجيش اللبناني للحفاظ على استقرار الوضع الداخلي وتجنب أي صراع يُمكن أن يُقلب الرأي العام ضده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى