واشنطن – خاص بيروت بوست
السبت، هو السابع بعد اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد … الإدارة الجديدة التي تسلمت دفّة الحكم تواصل محاولات ترتيب أوضاعها وسط غموض يحيط بآفاق المرحلة المقبلة. ويواكب هذه المحاولات انفتاحٌ متنامٍ على دمشق.
ففي سوريا سباق بين الأستقرار والمخاوف، يوازيه اختبار في لبنان بين الهدوء والتصعيد، فيما الملف الرئاسي في ذروة التجاذب، لكن الجامع المشترك بين كل التجاذبات أن الملف لم ينضج بعد.
لبنانيًا ، موقف جديد قديم مكرر لحزب الله ، لم يخرج عن الخطاب السياسي التقليدي المغلف بتقية “الملطف واللين”، قدمه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مراوحا بين حدين: الاول، ادعاؤه تحقيقَ انتصارات تحققت خلال حرب الاسناد وما بعدها وهي انتصارات غير واقعية ووهمية، تدل الى ان الشيخ نعيم ما زال مصرا على الانفصال عن الواقع، اما، الثاني فعودته الى ثلاثية: شعب جيش ومقاومة ، وهي ثلاثية قاتلة دمرت لبنان.
في كل الاحوال، وبحسب ردود الفعل الاولية، اثارت الكلمة التي تلاها الامين العام، “تضييعا” للبوصلة لدى البعض، الذي وقع ضحية الشكل واللغة، في وقت لم يظهر الشيخ نعيم اي تغيير جوهري في رؤية الحزب، استنادا الى:
-اعتباره ان الحزب نجح في منع اسرائيل من دخول لبنان الى الشرق الاوسط الجديد من بوابة لبنان. فهل يعني ذلك سقوط وحدة الساحات التي كل منها بوابة؟ وهل يعني ذلك ان شرق اوسط نتانياهو نجح ولكن ليس من بوابة لبنان؟
-النظام السوري سقط على يد قوى جديدة. فما الذي قصده؟ هل هو مقتنع، خلافا لكل منظري المحور، بان الشرع غير الجولاني، وان “رئاسة العمليات المشتركة” هي غير “هيئة تحرير الشام”؟ واين كل ذلك من الحرب ضد النصرة وارهابها وقتالها في سوريا كي لا تبلع لبنان، طيلة اكثر من عشر سنوات؟
-اعتباره ان ما يجري في سوريا لن يؤثر على لبنان؟ اوليس بذلك يسقط كل سرديات جهابزة الممانعة والمقاومة، عن المصير الاسود الذي ينتظر اللبنانيين من “البعبع الاصولي الارهابي”؟
-اصراره على الثلاثية، التي يعرف جيدا انها باتا مرفوضا دوليا، تضمينها اي بيان وزاري، شكلا تعبيرا روحا ومضمونا، واستحالة تأمين اي غطاء شرعي لها.
-اقراره بان الحزب خسر طريق الامداد، ولكن مؤقتا. فهل يعني ذلك ان رهان حارة حريك واستراتيجيتها، هو نفسه رهان واستراتيجية طهران، يوم وصل محمد مرسي باخوانه المسلمين الى السلطة؟
-اعتباره ان المقاومة مسمترة، وان الاتفاق محصور بمنطقة جنوب الليطاني. انها القراءة الخطأ للقرار الدولي والذي ستكون نتيجته مدمرة مرة ثانية.
-حديثه عن اعادة الاعمار ما ما يعنيه ذلك مشاركة للدولة المفلسة، ولدعم عربي لن يات، فما بين طهران والرياض، اذا صح لا علاقة للبنان به.
-انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني، وهو من باب التحدي لواشنطن، مع ما سيجره ذلك من ويلات لم ينساها اللبنانيون بعد.
هذا غيض من فيض، فاين التغيير والتبديل والتطوير في خطاب الحزب…. انها براغماتية الكلام لا الافعال في فن التقية السياسية المشروعة ….