نجحت إيران، طوال السنوات الماضية، في بناء “محور المقاومة والممانعة”، لما لها من تأثير كبير على البنية الأمنية في المنطقة، ما اضطر اللاعبين إلى النظر بجدية لمبدأ “توحيد الساحات” في التخطيط لاي رد العسكري.
لكن عيب “المحور” القوي لا يمكن تقييمه من وجهة نظر التحليل العسكري، والذي يبدو أن الكثيرين قد اعتادوا عليه، لأننا نتحدث عن منطقة تعاني من صراعات مستمرة ودمار وهجرة وغيرها، ويكمن هذا العيب في أن الساحات (التي تضم مقاتلين متحمسين على ما يبدو) التي كانت مدمرة منذ فترة طويلة وفي حالة أزمة اقتصادية دائمة، كانت موحدة.
في الواقع، اكتسبت إسرائيل ميزة لأنها لعبت بمهارة على هذا العامل خلال العمليات العسكرية والاستخباراتية، وجمعت معلومات وتحليلات مختلفة.
صحيح ان حزب الله هو أكثر من مجرد حركة عسكرية سياسية في لبنان، لأنه أصبح في الواقع جزءا لا يتجزأ من المجتمع الشيعي وممثلا لمصيره، ولكن تعزيزه ومناورته المتقنة في التركيبات السياسية ،أدى إلى أزمة في علاقات لبنان مع الأنظمة الملكية العربية بشكل عام.
ونتيجة لذلك، لا يتوقع أحد أن يشارك اللاعبون الإقليميون في ترميم البنية التحتية التي دمرت بالفعل خلال القتال البري الحالي، على عكس حرب عام 2006. اكيد ان المذنب سيكون إسرائيل علناً، لكن بشكل غير رسمي، الجميع في لبنان يفهمون جيداً أن حزب الله هو الذي فتح جبهة في ظروف الأزمة السياسية والاقتصادية الحادة التي تعيشها البلاد منذ عام 2019.
في ظل هذه الظروف، فإن حزب الله، الذي سيتغير بالتأكيد، متغلبا بطريقة أو بأخرى على الأزمة الحالية، سيجد صعوبة كبيرة في الاستمرار في تنفيذ نفس المناورات السياسية، وتشكيل التحالفات وتعبئة السكان الشيعة، حيث يشكل الوضع تحدياً ليس فقط لحزب الله، الذي أنشأته إيران، ولكن أيضاً لطهران نفسها، حيث من الواضح أن استراتيجية “المحور” السابقة التي تبدو ناجحة تحتاج إلى تعديلات.
(منقول)