ميشال نصر
بين “بلا حكي فاضي” و”بعدو عايش بلالا لاند”، مرّ يوم الأحد ليقفل على تعادل سلبي بين ممثلي المحورين في لبنان، في عملية تكرار لمواقف معروفة، نسفت معها بعض الإيجابية التي جرى ضخّها خلال الساعات الماضية، امسك بطرف حبل كل منها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، المصر على مواقفه من حرب الجنوب والاستراتيجية الدفاعية.
في ظل هذا المشهد، عاودت العواصم الكبرى اتصالاتها لتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية، بعد نجاحها في تأجيل الضربة الاسرائيلية، الى حين، حيث تؤكد التقارير الدبلوماسية ان عواصم دول الخماسية لا سيما باريس تشهد اجتماعات مكثفة حول لبنان، محورها اتصالات يقودها الموفد الرئاسي جان ايف لودريان بعيدا عن الاعلام مع كل من الرياض وقطر، وكبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتاين، عشية “تشريفه” الى بيروت، في حال كانت الامور “قمحة”.
من هنا والكلام لمصادر مطلعة، قررت البياضة الهجوم، “فاتحة الردة”، خصوصا ان الايجابيات المبنى عليها، في جزئها الاكبر ترتكز الى نجاح عملية “تفتيت” تكتل لبنان القوي، وضعضعة قواعد التيار، التي قد تحتاج الى بعض الوقت لاستيعاب الموجات الارتدادية لما يحصل، من حملات اعلامية مركزة.
ووفقا للمصادر ، فان مواقف باسيل “التصعيدية” تعود لاعتبارات ثلاث اساسية:
-المواجهة التي يخوضها مع تحالف الثنائي-ميقاتي، على خلفية “مضايقات” الاخير لوزراء لبنان القوي وتهميشهم، ارساء لقواعد “غريبة عجيبة” تضرب اسس اتفاق الطائف وروحيته فيما خص صلاحيات الوزراء.
-“الخضة” التي خلفتها اقالة واستقالة النواب الاربعة، داخل صفوف التيار، والحملة التي تشن من خارجه، رغم ان الامر لا يعدو كونه زوبعة في فنجان، ذلك ان قرار باسيل الجدي كان بابعادهم عن لوائح التيار في الانتخابات الاخيرة التي جرت، الا ان الظروف دفعت يومها باتجاه التريث. علما ان استحقاق انتخاب رؤساء اللجان ومقرريها الشهر القادم سيشكل محكا للتحالفات، حيث يتوقع كثيرون عودة كنعان وابي رميا وعون الى لجانهم، كتعويض عما لحق بهم، وهو ما لا تستبعده البياضة، “الواثقة من تدخل الحزب ولعبه داخل التكتل عبر احد الاشخاص المعروف الهوية والتمويل”، وقد المح الى ذلك باسيل اكثر من مرة.
-“تراجع” رئيس مجلس النواب، “تحت الضغط”، عن بنود صفقة المقايضة بين التعيينات والعودة الى الحكومة، رغم التزام ميرنا الشالوحي ببندها الرابع القاضي بتغيير خطابها فيما خص فتح حزب الله لجبهة الجنوب.
-الفتح المفاجئ لملف رئاسة الجمهورية من خارج سياق الاحداث والكلام عن كتلة مسيحية ثالثة وازنة، لتامين الشرعية والميثاقية لاي مرشح، وهو ما قد يدفع بمعراب وميرنا الشالوحي الى التقاطع مرة جديدة وان بشكل مختلف عن “اتفاق معراب”.
في كل الاحوال بات واضحاً في تحليل بسيط لوسائل التواصل الاجتماعي، ان القواعد البرتقالية باتت اكثر نقمة على حزب للله نتيجة التراكمات التاريخية بين الطرفين. عليه بات لزاما في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة على التيار الوطني الحر اعادة تموضعه ورسم حدود فاصلة بينه وبين “حزب المقاومة”، بعكس ما كان عليه الوضع زمن العهد العوني، عله يستطيع فيما حماية ما تبقى من مصالح مسيحية باتت في خطر كبير، وفقا لاقرار الجميع في الداخل والخارج، بعدما تحمل البرتقالي عبء المواجهة عن حارة حريك وتحمل الضربات عنها، بما فيها العقوبات، دون اي مردود.
فإذا كان السرد والحجج التي ارتكز إليها، والتي بسياقها العام معروفة، إلا أنها أخفت بين طيّاتها، مواقف تطرح علامات استفهام كثيرة حول المستقبل وتوازناته.
فهل نحن امام ١٣ تشرين سياسي جدي وحقيقي يفوق بنتائجه ذاك الذي حصل عسكريا عام ١٩٩٠؟ ام هي مناورة “صولد” لكسب الوقت عشية تحريك الملف الرئاسي؟
فبلهجة هادئة نسبياً، لا تخلُ من بعض التعابير والتوصيفات العالية السقف، يركز “صهر الرابية”، بعد تغطية الجنرال الكاملة له، نيرانه، وإن بعيارات مختلفة، مواربة ومباشرة، باتجاه الضاحية، دون أن يُسقط بعض حزبييه من مرمى قصفه، مصوّباً سهامه “عالناشف” ضد “اللي فلوا” وحلفائهم.
عليه “ماتش” المصارعة بين ميرنا الشالوحي و”الشباب” مستمر، سلاحه وأدواته المثل اللبناني المعبّر “الصهر سندة الضهر”، وقد صحّ ذلك تماماً بالأمس،رغم اعتبار الكثيرين أنه “جاب آخرتو للعم”.
فبالنسبة لـلخصوم “مع جبران فالج ما تعالج”. فيما الحقيقة، لمن يعرف جيدا، بمكان آخر، “طُبّ البريق عا تِمّو بيطلع الصهر لعَمّو”، هكذا هو جبران باسيل هذه الايام على صورة ومثال “الجنرال”.