حبيب مروان
يقوم أنصار ومحسوبون على التنظيم الشعبي الناصري، منذ أيام، بهملة ممنهجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتهمون خلالها حزب الله بالوقوف خلف حالة الانشقاق التي حصلت في التنظيم، وما تخللها من اعلان النائب محلم الحجيري وآخرين من قيادات التنظيم السابقين، اعلان تيار رديف لذلك الذي انشقوا عنه.
وعلى الرغم من ان حزب الله كان سبق له ان تدخل لدى النائب الحجيري متمنيا عليه تأجيل خطوته في هذا الوقت كي لا تفسر بأكبر من حجمها، عاد الاخير وتمنى على الحزب عدم التدخل في هذا الموضوع، لان الحالة التي ينوي الاعلان عنها وآخرين، هدفها تصويب الخيارات السياسية الناصرية لاسيما في صيدا.
على العموم استغل النائب أسامة سعد ما جرى من أجل تأجيج أنصاره، وهو أجرى لقاءات واطلق مواقف لمح فيها إلى وجود أجندة للسيطرة على مدينة صيدا، وهو ما عاد أنصاره وفسروه بطرق أخرى، تارة بإطلاق حملة طائفية على حزب الله مدعين أنه يريد “تطويع السنة، وتارة أخرى عبر الزعم ان الحزب وضع خططا لوضع اليد على مدينة صيدا.
ارتفاع هذه اللغة تأتي من خلفية إخفاء التواصل المستجد بين سعد وإحدى الدول الاقليمية المؤثرة، وايضا تواصله مع مجموعات شبابية تحت مسمى “الثورة” تدين بالعداء الواضح والمطلق لحزب الله وفكرة المقاومة بالاساس، ما كان محل إستغراب من بعض الوجوه الصيداوية في الاساس. إلى هذا الحانب ثمة آخر اخطر، إذ أعلن سعد في لقاء شبابي مؤخراً، بأن صيدا عصية على الاختراق، وإنه لن يسمح بجعل سيطرة ممرا من دون أخذ رأيها، مبديا استعداده لاقفال المدينة أمام كل من تسول له نفسه الانتقاص من كرامتها، وهو موقف يفتح التفسيرات والتأويلات، التي تبدأ بالمسار السياسي ولا تنتهي بالمسار الأمني.