سياسةعالسطر

هل يزور هوكشتاين بيروت بعد تاجيل بلينكن لرحلته الشرق اوسطية؟

ثلاثة اسابيع حاسمة في المنطقة والحشود الاميركية البحرية والجوية هجومية لا دفاعية

ميشال نصر

في البحر والجو، تجمع لاكبر ترسانة عسكرية، بعدما نجحت واشنطن في شد الغرب الى خياراتها وتشكيل نواة تحالف اميركي- اوروبي، هدفه المعلن حتى الساعة الدفاع عن اسرائيل في مواجهة ايران وحزب الله. اما على الارض فهجوم دبلوماسي اميركي ثلاثي، وزير الخارجية انطوني بلينكن الذي ناب عنه كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ، الوسيط اموس هوكشتاين، ومدير السي آي ايه، وليم بيرنز في المنطقة، كل بمهمة خاصة، لدوزنة ردي طهران وحارة حريك، بحيث تذهب التوقعات الى ان يأتيا على شكل ضربات تستهدف مصالح اسرائيل في الخارج، فتبدّل المعايير القائمة وتستتبع بمفاوضات قد تنتهي بالموافقة على مقترح بايدن ووقف النار لمدة 6 اسابيع قابلة للتمديد الى حين انجاز الانتخابات الاميركية، وتحديد طبيعة المرحلة المقبلة.

كل ذلك عشية اجتماع الخميس، الذي يبدو ان بعض الاطراف المعنية به، غير متفائلة في إمكان أن يحقق ما عجزت عن تحقيقه اجتماعات سابقة، حيث يؤكد مقربون من الثامن من آذار أن حزب الله لن يقبل مع حلفائه في المحور بوقف لاطلاق النار وفق شروط نتنياهو وأهدافه، وبالتالي، رد ايران وحزب الله وفق هذه الأوساط “ماشي”، أما التأخير فمرتبط بالظروف الميدانية لا المفاوضات.

في المقابل وصف مصدر وزاري لبناني متابع الاسابيع الثلاثة القادمة بالخطيرة والدقيقة، سيترتب عليها تداعيات، لها تاثيرها المزلزل على كامل دول المنطقة وعلى شكلها لسنوات قادمة، معتبرة ان حقيقة الحشود الغربية هي هجومية اكثر منها دفاعية، سواء لجهة المجموعة البرمائية الضاربة على تخوم المياه الاقليمية اللبنانية، او طائرات “اف ٢٢ رابتور” التي انتشرت في المنطقة، لانجاز مهمة اتخذ القرار بشانها اميركيا، واكتملت العدة لتنفيذها من حجج وبراهين.

زيارة هوكشتاين

وسط هذا المشهد، مصدر حكومي اشار الى ان تحرك الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين باتجاه اسرائيل، جاء على خلفية «طروحات»من الحكومة اللبنانية تلقاها خلال اكثر من جولة اتصالات حصلت في الاسبوعين الاخيرين، وعلى اكثر من خط، توصلت الى وضع خطوط عامة لتصور ما بعد وقف اطلاق النار، والذي يمكن ان يسمح بعودة النازحين على جانبي الحدود، على ان تكون ضمانة التسوية في تعزيز وجود الجيش اللبناني، في قطاع جنوب الليطاني وفقا لمندرجات القرار 1701، مستدركة ان العقبة الاساسية، تبقى في الاصرار الاسرائيلي، بدعم اميركي واضح على مسالة تراجع حزب الله الى شمال الليطاني والالية التي تضمن عدم تكرار التجربة الحالية، فيما خص القرار ١٧٠١.مع الاشارة الى انه حتى الساعة، ووفقا لمقربين منه، لم يحسم هوكشتاين زيارته الى لبنان كما اشيع، خصوصا بعد ورود تقارير من السفارة في عوكر تشير الى عودة «الهجمة» التي سبق وتعرض لها، ابان ضربة الضاحية واغتيال شكر، وهو ما يتطلب دراسة امنية دقيقة في هذه الظروف، وان المعنيين بملف التفاوض من الجانب اللبناني لم يتبلغوا اي اشارات منه حول «الاجواء» الاسرائيلية حتى الساعة، والتي قد تحتاج الى مزيد من الوقت قبل ان تتضح صورتها.

وكشف المصدر ان الاسابيع والايام الماضية شهدت اكثر من زيارة لمسؤول اميركي الى بيروت، للاطلاع على الوضع عن كسب، الا انهم امتنعوا عن لقاء أي شخصية رسمية، مكتفين بلقاءات مع شخصيات حزبية ومن المجتمع المدني، مدلين بمعلومات خطيرة ومثيرة حول الاوضاع، وعن اهداف الحشود العسكرية البحرية والجوية.

وفي هذا الاطار توقفت المصادر بريبة كبيرة امام السلوك الاسرائيلي خلافا للعادة، حيث درجت تل ابيب على فتح معركة التمديد للقوات الدولية، قبل مدة من تاريخ استحقاقه، حيث لم تسجل حتى اللحظة اي حركة للبعثة الاسرائيلية في اروقة مجلس الامن عشية التمديد نهاية الشهر الحالي، وسط الاخبار “المضخمة” عن اشكالات جنوبا وادوار مشبوهة لجنود القبعات الزرقاء، حيث اعاد المطلعون الاشكالات المتكررة الى التشويش الحاصل على نظام تحديد المواقع ال “جي.بي.اس”، الذي تعتمد عليه دوريات هذه القوة.

مفاوضات الخميس
وتابعت المصادر بان مهمة هوكشتاين متممة لمهمتي مدير السي اي ايه، الذي سيركز في جولته على الملف النووي الايراني، في ظل التقارير «المقلقة» التي تملكها وكالته، فيما اوكل الى وزير الخارجية الاميركية تامين الدعم الكافي لخطة واشنطن لوقف النار في غزة، واهم ما فيها «ادارة» القطاع في اليوم التالي لوقف النار، حيث لا زالت اكثر من دولة عربية مترددة في الانضمام لقوة مشتركة تعمل الى جانب السلطة الفلسطينية على صعيد الامساك بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا.

وهنا يطرح السؤال الاساسي، حول جدوى التحرك الاميركي في ظل رفض حماس لمضمون البيان الثلاثي، رغم فشل الضغوط خلال الساعات الماضية في اقناعها بالمشاركة، متمسكة بمطلبها، الذي يقضي بأن تركّز المحادثات المتعلقة بالتهدئة في قطاع غزة على الاتفاق السابق الذي تمت مناقشته، بدلاً من البدء في المفاوضات من جديد، مرفقة قرارها بقصف تل ابيب ومحيطها بصاروخين، ما يعني حكما انتقال تل ابيب الرسمي والعلني الى المرحلة الثالثة من الحرب، حيث ترفض اعطاء اي ضمانات حول مصير قادة الحركة في غزة بعد وقف اطلاق النار، وهو من النقاط الاساسية العالقة.

«ستارلينك» ترفض
هذه التطورات تحدث، بينما الحكومة تسابق الوقت في بحثها عن سبل تمويل خطة الطوارىء التي أعدتها، إذا ما احتاجت إليها في حال انتصار لغة الحرب على اللغة الديبلوماسية، لطمأنة اللبنانيين، من جهة، وتامين المخزون الكافي من الحاجيات الاساسية للصمود، من مواد غذائية، ومحروقات، ولوازم المستشفيات والدواء، من جهة ثانية، برزت عقدة جديدة فيما خص خطة الطوارئ التي وضعتها وزارة الاتصالات، اذ علم ان الاتصالات مع مشغلي «ستارلينك» فشلت في تامين بديل للانترنت في حال توقف الشبكة الوطنية، بعدما رفضت الشركة تزويد لبنان باي خط للاسباب المعروفة، حتى انها ذهبت ابعد من ذلك مع وقفها عدد من الخطوط الممنوحة اساسا للبنان.

اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى