إقليميدولي

غرق الفرقاطة الإيرانية…. واشنطن أم تل أبيب؟

خاص – بيروت بوست

منذ أيام تعرضت البحرية الإيرانية لخسارة كبيرة، نتيجة ما وصفه بعض الخبراء بالمهزلة والفضيحة، عندما غرقت الفرقاطة “IRIS Sahand”، “سهند”، التي تحمل الرمز  [F-74]، بشكل غير متوقع في ميناء بندر عباس، لسبب “غامض وغير واضح”، رغم حديث السلطات عن خلل فني نتج عن سوء في تصميمها و بنائها، ما أدى إلى انقلابها على جانبها الأيسر، وارتطامها بأرض حوض المرفأ. 

في ظروف عادية، كان يمكن التسليم بالرواية الرسمية، رغم بعض علامات الاستفهام حولها، لكن تكرار الحوادث التي أصابت الأسطول الإيراني، وتحديدا، سفنه الثلاث الأكبر، القادرة على قطع البحار والمحيطات، لأسباب وتبريرات تقنية، يبقى غير مفهوم، ما يعزز فرضية العمل التخريبي.

من هنا، ثمة من الخبراء من يضع العملية في إطار الرد الإسرائيلي الانتقامي والمستمر على عملية استهدافها منذ قرابة الشهرين، مستندين في ذلك إلى تقارير استخباراتية، جازمين بأن الحرب الأمنية، والرسائل المتبادلة بين طهران وتل أبيب جارية على قدم وساق، متوقفين عند توقيتها الذي جاء عشية انتخاب الرئيس الإيراني الجديد.

غرق الفرقاطة الإيرانية "سهند"
غرق الفرقاطة الإيرانية “سهند”

يضاف إلى ذلك، أن أكثر من جهة استخباراتية، سبق وتحدثت عن اتفاق أميركي -إسرائيلي، على ضرب قدرات الجمهورية الإسلامية البحرية، بوشر بتنفيذه، للحد من طموحات “الملالي” التوسعية والإمبراطورية، بعدما نجحت في تصنيع فرقاطات وبوارج وسفن نقل عسكرية، قادرة على الانتشار في البحار والمحيطات البعيدة، ما يعرض مصالح البلدين للخطر، لما يعزز ذلك من طموح طهران بالتوسع، خصوصاً بعد تجربتها في البحر الأحمر.

ووفقاً للخبراء فإن المرجح، بحسب الصور الموزعة، أن تكون الفرقاطة قد تعرضت لانفجار لغم أو عبوة ألصقت ببدنها، ما أحدث فجوة كبيرة فيه تسربت عبرها المياه إلى داخلها،  ما أدى إلى غرقها، مرجحة أن تكون قوات “كوماندوس” إسرائيلية أو حتى أميركية، قد تسللت إلى الميناء منفذة العملية.

وفي مراجعة لتاريخ الفرقاطة، تتعزز تلك الشكوك، إذ يتبين أنها انضمت إلى الأسطول الإيراني في الأول من كانون الاول 2018، بعدما أنجز تشييدها في حوض بناء السفن التابع لشركة “شهيد درويشي للصناعات البحرية” في بندر عباس، حيث غرقت، حيث تعد “سهند” الثالثة ضمن مجموعة “موج”، بعد “جماران” و”دمافند”. وللتذكير فقد  تصدرت “سهند”، عناوين الأخبار في عام 2021 بعد قادتها من الخليج العربي إلى بحر البلطيق، للمشاركة في العرض البحري الرئيسي للبحرية الروسية.

ووفق المتوافر من معلومات فقد تم تجهيزها بمجموعة من أنظمة، الرادار والسونار والحرب الإلكترونية، لتعزيز قدرتها على اكتشاف التهديدات المختلفة وتتبعها والتعامل معها بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، تتيح أنظمة الاتصالات المتقدمة التنسيق السلس مع الوحدات البحرية الأخرى. أما لجهة تسليحها فيعتبر جيدًا، مع تزويدها بصواريخ مضادة للسفن بعيدة المدى من طرزي “نور” و”قادر”، . ومنظومة دفاع جوي، كذلك بأنظمة أسلحة قريبة [CIWS] للدفاع النقطي ضد الصواريخ والطائرات القادمة.

بعد كل ما تقدم هل يمكن الأخذ بالأسباب التي قيلت؟

عليه، إذا صحت تلك المعلومات فإن السؤال يصبح، متى أين وكيف ومن سيكون صاحب الضربة التالية؟

الأيام والأسابيع القادمة ستحمل معها الجواب اليقين.

اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى