أساف أوريون
بعد أشهر من السابع من تشرين الأول، أصبحت جميع المناطق في شمال إسرائيل الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من الحدود اللبنانية منطقة حرب، حيث تشهد هجمات يومية لحزب الله. مع ذلك، تجنب الحزب حتى الآن ضرب المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مركزا على استهداف المنشآت العسكرية بدلاً من ذلك. أمر دفع بالعديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى الإعراب عن ندمهم على إخلاء المنطقة في العام الماضي.
تشمل الخطة الحالية لإعادة المواطنين إلى الشمال: وقف القتال اليومي، إبعاد حزب الله عن الحدود، ونشر دفاعات أكثر قوة على طول الحدود. غير أن الصعوبة الأبرز تتمثل بالمواءمة بين المستويين السياسي والعسكري، اللذين يختلفان إلى حد كبير حول التكتيكات الأمنية.
وسط هذا المشهد، تشكل إيران تحدياً كبيراً آخر، إذ يبدو أنها دخلت مرحلة جديدة من العدوان والمخاطرة دعماً لوكلائها. وفي ظل هذه الظروف، من الممكن أن تنجر أطراف معينة عن غير قصد إلى الحرب، خاصة وأن حزب الله وطهران يثقان الآن إلى حد كبير في قدرتهما على إلحاق الضرر بإسرائيل.
إذن كيف المضي قدماً؟ لدى إسرائيل ثلاثة خيارات أساساً: التحرك نحو حرب شاملة ضد حزب الله، أو الاستمرار في الاستراتيجية الحالية المتمثلة في العمليات الهادفة، أو التوصل إلى حل دبلوماسي.
تُعتبر متطلبات المسار الأخير واضحة، إذ يتعين على بيروت أن تعيد سيطرة الدولة على جنوب لبنان،من جهة، واعتراف المجتمع الدولي بضرورة تدمير خطوط الإمداد الإيرانية إلى وكلائها، وهي المشكلة الرئيسية الكامنة وراء دورات التصعيد الأخيرة.
من الناحية الواقعية، لن يؤدي الاتفاق الدبلوماسي إلا إلى معالجة الظروف الحالية للنزاع، إذ من غير المرجح أن يعالج، هكذا إتفاق، المشاكل الأساسية مثل انتشار حزب الله جنوب الليطاني أو حصول الحزب على أسلحة متقدمة من الخارج. وبالتالي، لن يستمر الاتفاق إلا إلى حين اعتقاد الحزب أنه قادر على مهاجمة إسرائيل من جديد بشكل آمن.
أساف أوريون
الرئيس السابق للقسم الاستراتيجي في مديرية التخطيط التابعة لـهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي.