
خاص – بيروت بوست
في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية في حزب الله، محمد عفيف، استعاد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته تثبيت مواقف حزبه السياسية والاستراتيجية، مؤكدًا على استمرارية المسار المقاوم وصمود الحزب أمام الضغوط الداخلية والخارجية.
خطاب قاسم، الذي جاء في وقت يشهد فيه لبنان أزمات متعددة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، لم يكن مجرد استذكار لشخصية استشهدت في مسيرة الدفاع عن المبادئ الوطنية والمقاومة،وفقا له، بل شكل إعادة رسم لمعادلة الحزب في الساحة اللبنانية والإقليمية.
المقاومة خط الدفاع الأول عن لبنان
ركز الشيخ قاسم على ما أسماه دور مجتمع المقاومة في حماية الدولة والوحدة الوطنية، مؤكدًا أن الحزب وجمهوره المقاوم يمثلون خط الدفاع الأول عن لبنان، وأن أي محاولة لإضعاف هذا المجتمع أو فرض أجندات خارجية ستواجه برد واضح وصارم.
هذه الرسالة تأتي في وقت تشهد فيه البلاد ضغوطًا متزايدة، سواء على الصعيد الاقتصادي، أو السياسي، أو العسكري، ما يجعل من خطاب قاسم محاولة لتثبيت موقع الحزب كحامي للوطن والجمهور المقاوم على حد سواء.
الرسائل السياسية الداخلية
على الصعيد الداخلي، حمل خطاب قاسم رسائل واضحة للأطراف اللبنانية مفادها أن أي محاولة لاستغلال الأزمات الاقتصادية أو السياسية لإضعاف الحزب أو الحد من نفوذه ستواجه رداً حازماً.
هذه التحذيرات تعكس إدراك الحزب للمرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، وتؤكد على أن الاستقرار الوطني مرهون بوعي القوى السياسية الداخلية ومراعاتها للمعادلة الوطنية التي يحاول الحزب الحفاظ عليها.
البعد الاستراتيجي الإقليمي
لم يغفل الشيخ قاسم توجيه رسائل إلى الخارج، مؤكداً على استمرارية دور المقاومة في مواجهة إسرائيل وحماية لبنان. هذه الرسائل الإقليمية تأتي في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية توترات متفرقة، وتحاول بعض الأطراف الإقليمية الضغط على لبنان عبر محاولات لتقليص نفوذ الحزب أو إعادة صياغة المعادلة الأمنية والسياسية في البلاد. فالخطاب كان واضحاً في أن الحزب لن يقبل بأي تهديد لأمن لبنان وسيواجه أي محاولة للإخضاع أو التفكيك السياسي.
أسلوب رمزي واستراتيجي
غير ان ما ميز خطاب الشيخ قاسم هذه المرة جمعه بين الرمزي والاستراتيجي. الرمزي عبر استذكار عفيف وتأطير مساره ضمن مسيرة المقاومة، والاستراتيجي عبر ترسيم خطوط واضحة للسياسات الداخلية والخارجية للحزب.
هذا الأسلوب يعكس قدرة الحزب على توظيف المناسبات الوطنية والشخصية لتوجيه رسائل سياسية دقيقة، وتحقيق توازن بين الخطاب الشعبي والخطاب الاستراتيجي الموجه للأطراف الإقليمية والدولية.
في الخلاصة، شكلت كلمة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى محمد عفيف رسالة مزدوجة:
- تأكيد استمرارية الحزب ودوره في حماية لبنان ووحدته الوطنية.
- تحذير داخلي وخارجي بأن أي محاولة لإضعاف الحزب أو الضغط على لبنان ستواجه برد صارم.
فالخطاب يعكس إدراك الحزب للتوازنات الداخلية والخارجية، ويثبت أن حزب الله لن يتراجع عن موقعه السياسي والاستراتيجي مهما اشتدت التحديات الاقتصادية أو السياسية، وأن دماء الشهداء تشكل دعامة إضافية لتعزيز الصمود والوحدة.
رسائل واضحة ورمزية تؤكد أن مسار المقاومة مستمر بلا تنازل، وأن الحزب سيبقى طرفاً فاعلاً وحاسماً في المشهد اللبناني والإقليمي.





