
خاص – بيروت بوست
فيما يترقّب لبنان بقلق وتركيز بالغين الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي إلى واشنطن، باعتبارها محطة مفصلية قد تعيد خلط الأوراق الإقليمية وتترك آثاراً مباشرة على الساحة اللبنانية، تستمر الاتصالات الداخلية والخارجية لفهم خلفيات الموقف السعودي الجديد الذي برز خلال الساعات الماضية، وما رافقه من موجة “تهليل” في بعض الأوساط.
مصادر دبلوماسية عربية تشير إلى أنّ مقاربة الرياض تعكس تحوّلاً عملياً ناتجاً عن أداء الأجهزة اللبنانية في ملف مكافحة المخدرات وعمليات التهريب نحو الخليج، بما فيها تفكيك شبكات مرتبطة بتهريب الكبتاغون، ضمن إطار تفعيل التنسيق الأمني مع السعودية. هذا المسار أعاد وضع لبنان على “خريطة الثقة الجزئية” بعد سنوات من الفتور.
وتتوقف المصادر عند نقطتين أساسيتين:
أولاً: رغبة الرياض في اختبار مدى التزام السلطة اللبنانية بتنفيذ خطوات جدية وثابتة على الأرض.
ثانياً: استعداد مشروط لإعادة فتح قنوات التواصل الاقتصادي، ولو بحذر، مع التأكيد أنّ المملكة تبدي تجاوباً حين تلمس جدية لبنانية في الملفات المؤثرة على أمن الخليج بشكل مباشر.
لكن الإيجابية السعودية، رغم أهميتها، لا تعني وفق المصادر عودة كاملة إلى ما قبل الأزمة. فالرياض تنتظر مساراً مستداماً لا خطوة ظرفية، وتراقب في المقابل الوضعين السياسي والأمني في لبنان، خصوصاً في ظل التوتر الحدودي والضغوط الأميركية المتزايدة. وتكشف المصادر أنّ أي خطوات سعودية يُحكى عنها، مهما كان حجمها، لن تبصر النور قبل زيارة ولي العهد إلى واشنطن واطّلاعه على الموقف الأميركي الجدي تجاه بيروت.





