خاصاقتصاد

بعبدا “عالطاقة الشمسية”

خاص – بيروت بوست

أن يُركَّب نظام طاقة شمسية في القصر الجمهوري، في بعبدا، ليس مجرد مشروع بيئي، بل إشارة مشحونة بالرمزية وسط العتمة التي يعيشها اللبنانيون.

ففي بلدٍ لا كهرباء فيه للمستشفيات والمدارس، تبدو خطوة بعبدا وكأنها رسالة مزدوجة: من جهة، محاولة لإظهار “الاستقلال الطاقوي” للرئاسية الاولى، ومن جهة ثانية تذكير ساخر بواقع دولةٍ سلمت بعجزها عن إنارة شارع، فقررت انارة قصرها!

سياسياً، تعني الخطوة أنّ رئاسة الجمهورية تحاول النأي بنفسها عن فشل ملف الكهرباء المزمن، عبر تبنّي خيار الطاقة البديلة الذي بات شعاراً دولياً للشفافية والاستدامة. لكنها في الوقت نفسه تُحرج الوزارات المعنية، إذ تكشف أن حل مسألة الكهرباء “قصته طويلة”.

اقتصادياً، يمكن اعتبار المشروع نموذجاً تجريبياً لما يمكن أن يُطبّق على مؤسسات الدولة الأخرى لتخفيف فاتورة الطاقة التي تدفعها المقرات والمؤسسات الرسمية، خصوصاً مع ارتفاع كلفتها والضغط على الخزينة. لكنّ السؤال يبقى: هل الهدف فعلاً بيئي – إصلاحي، أم مجرد استعراض سياسي يرمي إلى تلميع صورة الحكم في لحظة انهيار؟

على المستوى الشعبي، أثارت الخطوة موجة تعليقات متناقضة: البعض رأى فيها بادرة إيجابية نحو “لبنان الأخضر”، فيما اعتبرها آخرون فصلاً جديداً من النفاق الرسمي، حيث قصر مضاء فوق تلال مظلمة.

في المحصّلة، قد تكون الألواح الشمسية في بعبدا بداية تحوّل رمزي نحو زمنٍ جديد من الطاقات النظيفة …. أو مجرّد مرآة عاكسة لضوءٍ سياسي مؤقت، سرعان ما سيغيب مع أول غيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى