على أعتاب المواجهة الثانية

خاص – بيروت بوست
تشير التحليلات الأخيرة إلى أن المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران باتت مسألة وقت لا أكثر، في ظل تراكم التوترات الأمنية والعسكرية في الشرق الأوسط، وتنامي القدرات الصاروخية والإلكترونية لكل طرف.
الخبراء العسكريون والسياسيون يعتبرون أن سلسلة الحوادث الامنية الأخيرة، التي بقيت في غالب الاحيان بعيدة عن الاعلام، تمثل مقدمة لتصعيد أوسع محتمل، خصوصاً أن كلا الطرفين يتجهان إلى اختبار ردود الآخر في مناطق النفوذ التقليدية دون الدخول بعد في حرب شاملة.
ووفق مصادر مطلعة، فإن إسرائيل تتبنى استراتيجية مزدوجة:
- أولاً، الردع المباشر عبر الضربات الانتقامية والتصعيد المحدود ضد أهداف تابعة لحلفاء طهران.
- ثانياً، الحشد الدبلوماسي مع الولايات المتحدة والدول الإقليمية لإضفاء شرعية على أي خطوة مستقبلية.
في المقابل، تسعى إيران إلى تعزيز شبكة الردع الإقليمي عبر اعادة بناء وتعزيز قدرات وكلائها في لبنان وسوريا والعراق، بما يتيح لها الرد بطريقة غير مباشرة، ويضمن استمرار قدرتها على الضغط دون الانخراط في مواجهة مفتوحة قد تكلفها الكثير.
المراقبون يعتبرون أن الحرب ليست خياراً مفاجئاً بل تتبلور معالمها تدريجياً، حيث تعتمد كل من طهران وتل أبيب على رصد التحركات والتقديرات الاستخبارية لتحديد الوقت المناسب. وبذلك، يتحول الوضع إلى سباق استراتيجي دقيق، يضع المنطقة على حافة مواجهة قد تعيد رسم موازين القوى الإقليمية.
في هذا السياق، يؤكد الخبراء أن إدارة التوتر وفهم الحسابات الاستراتيجية للطرفين ستظل المفتاح لتجنب انفجار الصراع إلى حرب شاملة، حتى لو كانت المواجهة المباشرة مسألة وقت لا أكثر.





