حقائق صادمة عن السيارات الكهربائية

كشفت دراسة حديثة أن المركبات الكهربائية، رغم تسويقها كخيار صديق للبيئة، تُنتج تلوثاً أكبر من سيارات البنزين والديزل في سنواتها الأولى. الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ديوك (Duke) استخدمت نموذجاً شاملاً يقيس التأثير المناخي للمركبات، بدءاً من تصنيعها واستخراج المواد الخام وصولاً إلى تشغيلها.
وأظهرت النتائج أن السيارات الكهربائية تُصدر خلال أول عامين من تشغيلها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أعلى بنحو 30% مقارنة بالسيارات التقليدية. ويُعزى ذلك أساساً إلى عمليات استخراج الليثيوم المستخدم في البطاريات، والتي تجري في دول مثل أستراليا وتشيلي والصين، وتستهلك كميات هائلة من الطاقة والمياه، فضلاً عن التلوث الناتج عنها. كما أن تصنيع البطاريات يتطلب طاقة إضافية تسهم في رفع الانبعاثات خلال مرحلة الإنتاج.
وأشار الباحث الرئيسي، الدكتور بانكاج سادافارت، إلى أن تعدين الليثيوم وتصنيع البطاريات يسهمان بنحو نصف الانبعاثات الكلية للمركبة في السنة الأولى. إلا أن هذا الواقع يتغيّر بعد مرور عامين، حيث تبدأ المركبات الكهربائية بتعويض أثرها البيئي وتتفوق تدريجياً على سيارات الوقود الأحفوري، خصوصاً على مدى عمرها الافتراضي البالغ نحو 18 عاماً.
كما بيّنت الدراسة أن السيارات الكهربائية لا تُصدر غازات ضارة أثناء القيادة، لكنها تبقى مسؤولة عن انبعاثات غير مباشرة خلال مراحل الإنتاج. وتبلغ تكلفة الأضرار البيئية السنوية للمركبة الكهربائية نحو 629 دولاراً مقابل 1605 دولارات لسيارة البنزين أو الديزل.
وختمت الدراسة بالتأكيد أن السيارات الكهربائية ليست خالية تماماً من الانبعاثات، لكنها الخيار الأنظف بيئياً على المدى الطويل، خاصة عند استخدام الكهرباء النظيفة والممارسات المستدامة في التصنيع.
(المصدر: ديلي ميل)





