
خاص – بيروت بوست
عبّر مسؤول دولي رفيع، في تصريحاتٍ خاصة، عن أسفه العميق للواقع اللبناني المأزوم، مشيراً إلى أنّ التقارير الدبلوماسية التي ترده من بيروت باتت تُظهر صورة مقلقة عن تآكل مفهوم الدولة وتشتّت القرار الوطني.
وبحسب قوله، فإنّ السلطة اللبنانية غارقة في صراعاتها الصغيرة، وتتعامل مع القضايا المصيرية بعقلية الفئوية والمصالح الضيقة، في وقتٍ تمرّ فيه البلاد بمرحلة حساسة تتطلب أعلى درجات الوحدة والوضوح السياسي.
وتكشف المعطيات أنّ المجتمع الدولي بات ينظر بقلقٍ متزايد إلى الانقسام الحاد داخل الطبقة الحاكمة، حيث يقرأ كل فريق سياسي الملف الأمني في الجنوب من زاوية مصالحه، لا من منطلق وطني شامل، ما جعل المقاربة الرسمية للأحداث متناقضة ومشوّشة.
فبين من يرى في التهدئة ضرورة لحماية لبنان، ومن يعتبر التصعيد ورقة ضغط، تضيع السيادة الواحدة والرؤية المشتركة التي طالما شكّلت أساس استقرار البلاد.
ويرى الدبلوماسيون أن هذا الواقع يُضعف ثقة الخارج بقدرة الدولة اللبنانية على إدارة أزماتها بنفسها، ويزيد من اعتمادها على الوساطات الدولية التي تحاول ملء فراغ القرار.
ويشير المسؤول الدولي إلى أن لبنان، الذي كان يُعتبر يوماً منارة الحوار والانفتاح في المنطقة، بات اليوم نموذجاً مصغراً عن العجز والتنافر الداخلي.
ويختم بالتحذير من أنّ استمرار هذا النهج سيجعل لبنان خارج حسابات الحلول الإقليمية، ما لم يُدرك قادته أنّ الإنقاذ يبدأ من تفاهم داخلي صادق قبل أي دعم خارجي.





