أمن وقضاءإقليميخاصدولينزاعات وصراعات

فرقة الجليل تتحرك داخل لبنان

خاص – بيروت بوست

واضح أنّ الجيش الإسرائيلي شرع فعلياً بتحويل ما جرى في مناورات فرقة “الجليل” الأخيرة إلى خطة عمل على الأرض. لم تكن تلك التدريبات مجرد تمرين روتيني؛ بل شملت محاكاة تسلل وتوغل داخل العمق اللبناني والبحث عن “بنى تحتية” يُفترض أنّها تابعة لحزب الله، ما يشير إلى نية واضحة لاختبار قدرات الاستطلاع، الاستخبارات الميدانية، وسرعة اتخاذ القرار في بيئة حضرية ومعقدة.

من المنظور التكتيكي، التركيز على عمليات التوغل يعكس محاولة لإجبار الطرف اللبناني على كشف مواقع وطرق لوجستية أو شبكات دفاعية عبر ردود فعل ميدانية. هذه تكتيك قد يفضي إلى جمع معلومات استخبارية قيّمة، لكنه في المقابل يحمل مخاطرة تصعيد محلي سريع، خصوصاً إذا ترافقت الأعمال مع ضربات دقيقة تستهدف منشآت يعتقد أنها مرتبطة بحزب الله.

استراتيجياً، تحويل التمرينات إلى عمليات حقيقية يرسّخ رسالة رادعّة: قدرة وإرادة التنفيذ الفوري. لكن هذا الخيار يضع إسرائيل أمام معادلة صعبة: المعلومات مقابل احتمال إشعال الجبهة. أما حزب الله فسيواجه خيارين؛ إما الصمت ومواصلة تغطية بنيته التحتية أو الردّ عسكرياً لتثبيت قواعد اشتباك جديدة، او تجيير المواجهة للجيش اللبناني.

الخلاصة، ما جرى في بليدا وغيرها، ليس اختراقاً عسكرياً فحسب، بل اختبار لثنائيات: استخبارات مقابل فتيل، رادع مقابل تصعيد. ومن الآن فصاعداً، سيقاس نجاح هذه الخطوة بقدرتها على تحقيق أهدافها الاستخبارية من دون دفع المنطقة إلى مواجهة مفتوحة لا تُحمد عقبها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى