أمن وقضاءخاصسياسةنقطة فاصلة

حزب الله يعلن حربه النقدية

خاص – بيروت بوست

يبدو أنّ حزب الله قرّر الانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم في المواجهة المفتوحة مع حاكم مصرف لبنان، كريم سعيد، بعدما شعر بأنّ الخناق المالي والسياسي بدأ يضيق من حوله.

فالحزب، الذي راقب بصمت مسار الإجراءات المصرفية الأخيرة وتشدّد الرقابة على حركة الأموال المرتبطة به أو بالمقربين منه، وجد نفسه أمام معركة جديدة لا تشبه سابقاتها، إذ تتخذ هذه المرة طابعاً مالياً – نقدياً يهدّد عمقه الاجتماعي ومصادر تمويله الحيوية.

وبحسب أوساط سياسية متابعة، فإنّ ساحة النجمة ستتحول إلى حلبة اشتباك بالوكالة بين الفريقين: حاكم المصرف الذي يرفع لواء “الاستقلال المالي” تحت شعار الشفافية والإصلاح، وحزب الله الذي يعتبر ما يجري “تضييقاً أميركياً” مغلفاً بقرارات نقدية محلية.

فالهجوم الذي شنّه نواب الحزب في البرلمان، وطلب استدعائه “لمساءلته”، لم يكن مجرد موقف سياسي، بل رسالة مدروسة بأنّ المواجهة باتت علنية، وأنّ الحزب مستعد لاستخدام أدواته التشريعية والشعبية في آن واحد.

في المقابل، يبدو أنّ كريم سعيد ماضٍ في تطبيق سياسة مالية أكثر تشدداً تحت غطاء الإصلاح، مدعوماً من دوائر دولية تعتبره رأس حربة في محاصرة المنظومة التي تموّل الحزب.

هكذا، يدخل لبنان فصلاً جديداً من “الحرب الباردة المالية”، حيث تتحوّل الليرة والمصارف إلى أسلحة ناعمة في صراع النفوذ الداخلي والخارجي. فالمعركة لم تعد على الحدود أو في الخطابات، بل في الأرقام والحسابات، حيث يُكتب مستقبل النفوذ بلغة الدولار لا الرصاص.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى