
بيروت – بوست بوست
ليس بعيدًا عن الحركة السياسية الداخلية، أثار لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، برئيس الجمهورية، اهتمام الرأي العام والأوساط السياسية على حد سواء، إذ تأتي تلك الخطوة في وقت حساس يشتد فيه الصراع بين القوى التقليدية في السلطة والمعارضة، مع قرب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وتصاعد النقاش حول التحالفات المستقبلية.
مصادر سياسية، رأت أن زيارة “البيك” المفاجئة إلى بعبدا حملت أكثر من بعد واحد، متخطية كونها مجرد لقاء بروتوكولي، لتشكل رسالة سياسية واضحة ومقصودة، لأكثر من طرف، من جهة، ولتؤكد على دور المختارة المستمر، وبقاءها كعنصر مركزي في أي تسوية، كما في إدارة التوازنات السياسية الداخلية، من جهة أخرى، مرسلة إشارات حول الاستعداد للتعاون مع بعبدا ومواجهة أي تحديات قد تهدد موقعها السياسي، من ضمن تحضيراتها لتولي تيمور مساحة أكبر على الساحتين الدرزية والوطنية.
من هنا، يصبح اللقاء أكثر من مجرد حدث مفاجئ، بل خطوة استباقية في لعبة القوى اللبنانية، تعكس عمق الحسابات الجنبلاطية السياسية، وقدرة البيك على التأثير في مسارات القرارات الكبرى على المستويين الداخلي والإقليمي، وهو ما أوحت به الأجواء المسربة عن الاجتماع، لجهة “أنّ المواضيع التي نوقشت كانت على جانب كبير من الأهمية، مع تسجيل تطابق في وجهات النظر حيال العديد من الملفات”.