عالسطرأمن وقضاءسياسة

عادة غسيل القلوب …. إرث سوري

غسيل القلوب عبارة ألفها اللبنانيون في زمن الاحتلال السوري، حين كان اركان الحكم يختلفون ثم يتصالحون بسحر ساحر هو المحتل، من دون ان يفهم اللبنانيون لماذا اختلفوا او تصالحوا، لتكون مصلحة الوطن الضحية الاولى، والدستور وهيبة المؤسسات الضحية الثانية، والسيادة الوطنية الضحية الثالثة.

وأما اليوم، في زمن يفترض ان يكون جديدا، وفي عهد سلطة كان يؤمل ان تتصرف بطريقة اخرى، فمن الواضح ان منطق غسيل القلوب لا يزال ساريا، حيث يعمل على تسوية الخلافات التي يعتقدها البعض جوهرية بطرق غامضة، وعلى اسس لا وضوح فيها.

فلماذا جرى ما جرى بالنسبة الى واقعة الروشة؟ هل لأن حزب الله اقوى من رئيس الحكومة، ام لأن رئيس الحكومة نواف سلام اساء التقدير، فاتخذ قرارا لا تقدر كل اجهزة الدولة العسكرية والامنية على تنفيذه؟

ومن قصد رئيس الجمهورية جوزاف عون بموقفه الذي رسم فيه خطا احمر حول الجيش والقوى الامنية؟ وكيف سيكون رد فعل الرئيس نواف سلام الذي فهم كثيرون انه المقصود؟ 

والأهم، لماذا لا تملك السلطة اللبنانية تصورا موحدا لمقاربة ملف سلاح حزب الله، وللتعامل مع الطائفة الشيعية ككل، وكيف تتوقع من اللبنانيين اولا، ومن المجتمع الدولي ثانيا، ان ينظرا اليها، بعد كل ما جرى؟

في كل الاحوال، حصر السلاح مطلب وطني محق وملح، ولا سيما في ضوء نتائج حرب الاسناد. اما الطريق اليه، فمحفوفة بمخاطر انزلاقات سياسية بلا طائل، واخطاء تكاد تكون مميتة في اداء سلطة تبلغ من العمر تسعة اشهر تقريبا، بما يؤدي الى مفاعيل عكسية، تصعب الحلول ولا تسهلها، على رغم الوقائع المستجدة على الارض، والدعم الاقليمي والدولي غير المسبوق.

فهل تجرى المراجعة اللازمة قبل فوات الاوان؟

هذا ما يتمناه كل اللبنانيين، الذين اشمئزوا مجددا من مشهد المزايدات السياسية التي طيرت الجلسة التشريعية في ساحة النجمة، وتكاد تطير الانتخابات النيابية برمتها، ان لم نقل حق المنتشرين بالاقتراع لستة نواب او لنواب في اقضيتهم اذا اختاروا.

(مقدمة اخبار ال او.تي.في)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى