إسرائيل تفرض هوية المفاوض؟

خاص – بيروت بوست
في إطار عملية “قمة النار”، أخذت إسرائيل خطوة إضافية في استراتيجية “قطع الرؤوس” ضد محور “المقاومة” بقيادة إيران. فالغارة الجوية على مقر حماس في الدوحة، عاصمة قطر، كانت تهدف إلى تحقيق هدفين أساسيين:
أولاً، إبعاد شخصيات مثل خليل الحية وربما أيضاً زاهر جبارين عن فريق المفاوضات، وهما من القيادات المتشددة التي رفضت باستمرار أي تنازلات خلال محادثات الأسرى ووقف إطلاق النار.
هنا يدور الحديث عن ميل اسرائيلي للتفاوض مع قائد كتيبة مدينة غزة، عز الدين الحداد، الذي أبدى استعداداً للتنازل في بعض الملفات وميلاً لقبول المقترح الأميركي الأخير، نتيجة خضوعه لضغط ميداني متواصل وشعوره بمعاناة السكان الذين يواجهون التهجير والغارات، على عكس قيادة حماس في الدوحة التي “تجلس على مقاعد وثيرة في الفنادق ولا تواجه أي ضغط”.
ثانياً، أرادت القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل أن ترسل إشارة واضحة إلى حماس والوسطاء، مفادها أنّ تل أبيب لن تتنازل عن مطلب الإفراج عن الأسرى وإزالة الحكم العسكري والمدني للحركة في غزة. ومن هنا جاء قرار استهداف قادة حماس في قلب الدوحة، في رسالة مفادها أنّ إسرائيل ستطاردهم في أي مكان في العالم، حتى لو أدى ذلك إلى توترات مع حلفاء مثل الولايات المتحدة أو مع دولة صديقة لواشنطن مثل قطر.
من هنا فانّ العملية التي نُفذت بينما كان قادة حماس مجتمعين لمناقشة مقترح أميركي لصفقة تبادل وإنهاء الحرب، ليست سوى ضربة موجّهة إلى أكثر الأصوات تصلباً داخل الحركة، وأنّ تداعياتها ستؤدي إلى تعطيل المفاوضات مؤقتاً، لكنها قد تفتح المجال لاحقاً أمام مقاربة أقل تشدداً وأكثر واقعية.