خاصبالمشبرح

٨٠ سنة …. شرف تضحية وفاء …. تغيروا بس ما تغيرتوا ….

خاص – بيروت بوست

من الآخر ومن الاول “ما بدنا جيش بلبنان غير الجيش اللبناني…” ليش هيك صار فينا، وعم نكره بلبنان العيش؟ فعلاً، حابب تحمينا؟ تروك حزبك وفوت عالجيش ….ما بفرّق بين أساميكن ولا بيسأل من وين وليش ….

هيك كتبنا من ٦ سنين وأكتر، وقت كان ممنوع تكتب وتفكر …. فما أشبه اليوم بالامس ….

أمور تغيرت ، أسرار كشفت، وحقائق تبدلت…. أخبار كثيرة تسمعها وروايات تثير الحماسة….
فما أشبه اليوم بالأمس …. حوادث كثيرة، تجارب خطيرة، تحديات مصيرية، مرت، هددت، وتطاولت على الجيش والوطن، دون أن ينتفض، ذاك الذي قرّروا له أن يكون “الصامت الأكبر” على الدوام …. حتّى يوم حاول “التمرّد” منتفضاً، سقط في محظور السلطة والتسلط، فتراجع وكبت، وتقدم صفوفه ضعاف نفوس ومهووسوا سلطة، يبخّون سمومهم، على قياسهم ووفقاً لحجمهم يريدونه، من تجار الحرمات، الكرامات والبطولات، في أسواق المزايدات، التسويات والمقايضات …. فيسقطون ويبقى هو بحجم الوطن، بذّة مرقطة، شرف وتضحية ووفاء، لمن حمل ويحمل وسيحمل، البيرق الملوّن بالدم المكلل بالابيض والخالد بخلود أرزته …. يدفع ثمن صراعاتهم لحماً حيا، نازفا ًكرامة مهدورة، دائما أبد عنوانا رئيسياً للمنافسة والتجاذب السياسي ….

من اللواء فؤاد شهاب الى اليوم، شيئاً لم يتغيّر …. معارك “وهمية” ضد “أحلام اليرزة الوردية”، كلما إقترب موعد التغيير في بعبدا. حكاية إبريق نضب زيته ولم يتعب المتزلفون …. “دفعوه” ثمن صراعاتهم لحماً حيا، ونزف كرامة مهدورة من حروب وصول الى “كرسي اليرزة” ومنها الى بعبدا …. جاعلين منه دائما أبد عنوانا رئيسيا للمنافسة والتجاذب السياسي…. استغلوا عقدة “المارونية الرئاسية” لدى قيادة الجيش، مصوبين عبرها للنيل منه، متناسين أن بين القائد والجيش فرق كبير، الاول يرحل الى محاكم التاريخ، مهما طال الزمن،  هم يتبدلون أمّا هو فباقٍ، تسري في عروقه دماء شهدائه الابرار، تزهر أفواجاً بعدها افواج، أقسمت بالله العظيم ان تقوم بواجبها كاملاً ذوداً عن وطنها، لبنان. جيشٌ اكبر من الكلّ وفوق الكلّ، هو الذي يرى نفسه صغيراً في قياس الوطن، فكيف له ان يرضى للصغار ان يجعلوا الوطن على قياسهم..

أدخلوا “زعرانهم” و”جماعاتهم” بين صفوفه …. فقاوم، عض على الجرح واكمل الطريق غير آبه، تتقدم صفوفه ثلل ابطال كانوا رجالا ليس كالرجال …. فاعادوا اليه عنفوانه …. وكللوه باكليل من غار …. في مقابل قلة قليلة خرجت من صفوفه، اغراها شيطان السلطة، فسقطت في التجربة …. تسكعت على أبوب السياسيين باحثة لاهثة عن حظوة رئاسة من هنا وترقية من هناك …. تنازلت عن أمانة، تخاذلت عن قسم، وباعت دماء رسمت خطوط القوانين والانظمة بالاحمر الارجواني….

الى هؤلاء، وما أكثرهم …. أبعدوا الجيش عن مطامعكم الشخصية وابتعدوا عنه …. فعسكريوه ليسوا للبيع فكيف بالاحرى للشراء …. كفوا شركم وغلكم …. فغيرتكم مضرة، محبتكم مؤذية، ومونتكم مدمرة …. اتركوا الجيش والعسكر في حاله، دعوه يطهر نفسه ليكون جيشنا كما لبنان لبناننا …. عليه نراهن، جيش كل لبنان وكل اللبنانيين ….

دعوه على مسافة واحدة من الجميع، لعل في ذلك حكمة لا تدركونها …. نتمنى ان تفهموها او على الاقل تتفهموها …. لانكم واهمون ان اعتقدتم انكم تستطيعون إمتلاك المؤسسة، او النيل من معنويات أبطالها بحفنة دولارات أو”كرتونة مساعدات” …. فكفى استغلالا لصمتها ….

٨٠ سنة من الانجازات، ومن الاخفاقات ايضاً …. من الإقدام والجرأة، الى التقاعس لا جبناً ….
معكم ضدكم وبكم، خيضت مواجهات مباشرة وغير مباشرة، تحت عناوين مختلفة، تارةً لاستعادة حق وطورا ًلتحقيق مكسب، فكنتم الصامت الاكبر والشيطان الاخرس، حيث خرجت قلة من صفوفكم غسلت يديها من شرف قَسَمها متنكّرة له رافضة التضحية، فسقطت ليسقط معها الكثير من الهيبة والعنفوان، كيف لا وهم من خبِروا المتاجرة بدماء رفاقهم من اجل مقر هنا وكرسي هناك ….

والى من قهر وظلم من صفوفكم الف عفوا واعتذار …. أنتم القدوة والمثال …. أنتم العنوان في كل زمان ومكان …. والى أصحاب الدم المنسيين طوال تلك الرحلة، ألف تحية وسلام نرفعها اليكم في جوار رب أنصف منكم الكثيرين، في زمن ضاع فيه الكثير من الشرف والوفاء …. اليكم يا شهداء الجيش منذ عام ١٩٤٦ وحتى اليوم، باقة شوق من أحباء لم ينسوكم ولن ينسوكم …. فمن حيث أنتم سامحونا ….. سامحوا عجزنا وإغفروا تلكؤنا ….

في النهاية أودعكم وصية غالية حفظتها من جندي مجهول …. كان والدي وأخي وصديقي ذات يوم …. “الجيش الذي يحتضنكم يدعوكم للعمل والمثابرة ويطلب منكم العطاء بسخاء وجهد …. فان قوي بكم تنتصرون على كل شيئ …. وإن أضعفتموه خسرتم كل شيئ”. فمن أولى منكم وأحق ليبقى هو الحل؟

في الاول من آب فعل ندامة وقانون إيمان بجيش واحد، من الشعب ولكل لبنان، لا شريك له ولا بديل، يحمي الارض ويصون العرض، شعاره على الزمن عاش الوطن ….

٨٠ سنة …. آلاف من الشهداء والمعوقين والجرحى، رووا الارض دماً، لينبت أرزاً أخضر، يكلل الجبال البيضاء، ما تعوّد أن يركع، إلّا في حضرة إله الكون متضرعاً طالباً المجد والخلود، خارج أي زمان فوق الـ 10452 كلم مربع…ليبقى كل شبر منها لبنانياً لبنانياً لبنانياً…
٨٠ سنة… شرف تضحية وفاء …. ليحيا الجيش ويعيش لبنان ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى