د. ماثيو ليفيت
كانت التوترات بين حزب الله وإسرائيل تتصاعد قبل وقت طويل من حرب غزة. وعلى الرغم من التركيز بشكل أساسي على سوريا في السنوات الأخيرة، فقد استثمر الحزب باستمرار في قدرته على ضرب إسرائيل من خلال حفر الأنفاق وتطوير أنظمة الصواريخ. ويكمن السبب الرئيسي الآخر وراء التصعيد الأخير بأن إسرائيل لم تعد قادرة على تحمل إطلاق “حزب الله” الصواريخ والطائرات بدون طيار عبر الحدود بشكل شبه يومي، حيث تحرص الحكومة الإسرائيلية على إعادة المواطنين إلى منازلهم في المنطقة الشمالية قبل بدء العام الدراسي الجديد في أيلول.
وإذا انتقلت الأطراف إلى حرب واسعة النطاق، فستكون هذه الحرب أكثر تدميراً حتى من القتال في غزة، إذ يمكن لحزب الله أن يدّعي النصر ببساطة من خلال الصمود، ومن خلال الإشارة إلى أن هجماته أدت إلى إخلاء المنطقة الحدودية من المستوطنين لعدة أشهر، وهو موضوع محتمل لحملته الدعائية الكبيرة القادمة المناهضة لإسرائيل. وبالنسبة لإسرائيل، فإن النصر يعني دفع الحزب إلى التراجع حوالي عشرة كيلومترات عن الحدود وتدمير ما يكفي من قوته القتالية لكي يتمكن السكان من العودة إلى ديارهم.
ومن غير المرجح أن تنجح الدبلوماسية في منع صراع أعمق بين الجانبين، لا سيما على المدى الطويل. ومن خلال تعهد نصر الله بمحاربة إسرائيل إلى حين يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مانحا بذلك “يحيى السنوار” سلطة النقض على أي تهدئة على طول الحدود اللبنانية. كذلك من غير المرجح أن يوافق حزب الله على حل دبلوماسي طالما يعتقد أن بإمكانه الحفاظ على الوتيرة الحالية للقتال دون المخاطرة بإشعال حرب شاملة.
لقد أدى هجوم ٧ تشرين الأول إلى تغيير وجهة نظر إسرائيل بشكل كامل حول التهديدات الأمنية الخارجية، مما قلّص احتمال قبولها لتهديد دائم من قبل حزب الله على حدودها أو حل دبلوماسي يؤدي ببساطة إلى تأجيل المشكلة فيما يتعلق بالترسانة الصاروخية للحزب.
بناءً على ذلك، ومع تصاعد النزاع، يجب أن يتمحور دور الولايات المتحدة، وفقاً للإدارة الجمهورية القادمة حول شقين:
- ردع التدخل الإيراني المباشر والواسع النطاق، إذا لزم الأمر من خلال عمل عسكري مشترك منسق من النوع الذي شهدناه عندما شنت طهران ضربة مباشرة على إسرائيل نيسان الماضي.
- استهداف طرق الإمداد بين إيران ووكلائها بشكل أكثر حدة.
د. ماثيو ليفيت
مدير “برنامج جانيت وايلي راينهارد لمكافحة الإرهاب والاستخبارات” في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
