أمن وقضاءإقليميخاصدوليسياسةنزاعات وصراعاتنقطة فاصلة

واشنطن والقاهرة في بيروت …. صدفة أم طبخة؟

خاص – بيروت بوست

وفقاً لمصادر دبلوماسية غربية في بيروت، فإنّ تزامن وجود الموفدين الأميركي والمصري في العاصمة اللبنانية لا يحمل في طيّاته أي تنسيق مسبق أو خلفيات مشتركة كما روّجت بعض الأوساط السياسية، بل جاء محض صدفة زمنية.

فاجتماع “الميكانيزم” الأميركي – اللبناني، كما تؤكد تلك المصادر، كان محدداً منذ أكثر من أسبوعين في إطار المتابعة الدورية لملف الدعم العسكري والتنسيق الأمني.

أما زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، فقد جاءت، بحسب الدبلوماسي الغربي، استجابة مباشرة لطلب لبناني عبّر عنه أحد المراجع الرسمية، عقب المواقف الأخيرة التي أطلقها رئيس الجمهورية حول إمكانية التفاوض مع إسرائيل.

ويشير المصدر إلى أنّ القاهرة، التي تتابع باهتمام بالغ التطورات على الساحة اللبنانية، لم تكن في وارد إطلاق مبادرة جديدة بقدر ما سعت إلى جسّ نبض الأطراف الداخلية ومعرفة مدى جدّية الطرح الرئاسي، في ظلّ حساسية الملف وحدّة الانقسام حوله. وفي المقابل، تعاملت واشنطن مع جدول أعمالها في بيروت على قاعدة “المسار المنفصل”، مركّزة على تثبيت آليات التعاون الأمني وضبط الحدود، بعيداً عن أي استثمار سياسي أو ربط مع التحركات المصرية.

وبينما تكثر التأويلات حول “تزامن الرسائل” و”توازي الضغوط”، يرى الدبلوماسي الغربي أنّ ما يجري في الواقع لا يتعدى تقاطعاً زمنياً بين مسارين مختلفين في الشكل والمضمون، مشدداً على أنّ واشنطن والقاهرة، رغم علاقتهما الوثيقة، تتحركان حالياً على خطوط متباينة تجاه الأزمة اللبنانية، كلّ وفق مصالحه وحدود دوره المرسوم.

في الخلاصة، يبدو أنّ بيروت وجدت نفسها مجدداً عند تقاطع زيارات ورسائل دولية، تُقرأ في الداخل على أكثر من وجه، بينما هي في حقيقتها، وفق القراءة الدبلوماسية، لا تتعدى مصادفات متلاحقة في توقيت بالغ الحساسية. وبينما ينشغل الوسط السياسي بتفسير النيات الأميركية والمصرية، تُجمع مصادر معنية على أنّ العبرة ليست في من زار ومتى، بل في ما إذا كان لبنان سيحسن التقاط اللحظة لإعادة ضبط بوصلته، قبل أن يتحوّل مجدداً إلى ساحة لتقاطع المصالح الإقليمية والدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى