
خاص – بيروت بوست – واشنطن
كشف مصدر أميركي مواكب للاتصالات بين بيروت وواشنطن، منذ بدء حرب الاسناد، ان “المسرحية” التي يعيشها اللبنانيون اليوم، يعود تاريخ كتاب “السيناريو الحوار” لها، الى الزيارة الثانية للموفد الاميركي توم براك، حيث تبلغ يومها قبيل وصوله الى لبنان، وعاد وسمع الكلام أثناء وجوده في بيروت، بان “ترويكا” الدولة اللبنانية موافقة على تسليم السلاح من الصواريخ الدقيقة والمسيرات، وفق توزيع جغرافي معين، قبل ١ كانون الثاني ٢٠٢٦، والاهم استعداد الحكومة لعقد جلسة ببند وحيد يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، قبل نهاية آب، وهو الكلام نفسه الذي كان سمعه قيادي لبناني من موفد عربي، شارك في “الطبخة”، ما دفعه الى التخفيف من لهجته يومها.
ويتابع المصدر بان النقاش في واشنطن يومها، ولا زال حتى الساعة، كيف ستتعامل الدولة اللبنانية مع استنفاد تاريخ ٣١ كانون الاول، دون تحقيق الهدف، استنادا الى تقاطع غير مباشر بين تل ابيب وحزب الله، على تجاهل القرار اللبناني، وعدم رغبة واشنطن بالضغط على اسرائيل، لاسباب انتخابية.
المصدر ابدى خشيته من ان تكون الخطوة اللبنانية في اطار سياسة كسب الوقت، في ظل اقرار الجميع داخل لبنان وخارجه، بعدم قدرة السلطة اللبنانية على الوفاء بما تعهدت به، وتنفيذ اي برنامج قد تضعه، لسببين اساسيين:
– الاول: عدم استعداد “اسرائيل” لتنفيذ الجزء المتعلق بها، خصوصا ان الورقة الاميركية تتحدث عن ان الخطوة الاولى يجب ان تكون لبنانية، خصوصا ان “تل ابيب ” غير مستعجلة لحسم الملف اللبناني، فهي تملك حزاما امنيا مع جنوب لبنان، ومنطقة فارغة من اي وجود لحزب الله بعمق 20 كيلومترا، هي جنوب الليطاني، وطالما انه يحظى بالغطاء الاميركي والدولي، للاستمرار بسياسته في استنزاف الحزب دون كلفة تذكر. وبالتالي فان موضوع اي حرب “اسرائيلية” جديدة امر مؤجل بحكم الامر الواقع، الذي تحكمه معادلة المناطق العازلة، التي بدأت “تل ابيب” بتنفيذها من الناقورة الى الحدود الاردنية، وصولا بعدها الى التنف. ليبقى السؤال الاساسي، هل تضغط اميركا فعليا على “اسرائيل” لاجبارها على تنفيذ الجزء الخاص بها من الاتفاق؟ الجواب وفقا للسوابق التاريخية غير مشجع.
– الثاني: يرتبط بحزب الله، الذي اكدت قياداته وعلى رأسها امينه العام الشيخ نعيم قاسم، بان لا سلاح للتسليم، فكيف سيكون عليه الامر اليوم بعد الاحداث التي تشهدها السويداء، وموجة التسليح التي تشهدها المنطقة؟
عليه، يختم المصدر بان كل ما إتخذ من قرارات يبقى حبرا على ورق، ذلك ان تطبيقه وفقا للجدول المحدد اي قبل مطلع كانون الاول القادم، امر شبه مستحيل في ظل الاوضاع الاقليمية المشتعلة وخلط الاوراق الجاري من حول لبنان، وكذلك في ظل عدم حسم الملف الايراني، الذي يبدو انه وضع في الثلاجة، في ظل عدم الاستعجال الاميركي لبته راهنا بعد الضربات الاخيرة. فماذا ستكون التداعيات مع انتهاء فترة السماح التي اعطيت للبنان؟