هل ينجح نعيم قاسم في مهمته؟
تمّ اختيار الشيخ نعـيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله في مرحلة تتّسم بتحدّيات هائلة للبنان والمنطقة، كما للحزب أيضًا، إذ تواجهه حرب وجوديّة تكبّد لبنان خسائر كبيرة. ومع ذلك، فإنّ المسؤوليّة الأكبر ستكون مع انتهاء الحرب.
أكيد أنه من الظلم، وغير المنصف، المقارنة بين الشيخ نعيم، وسلفه، صاحب الشخصية الكاريزماتية التي قادت حزب الله لأكثر من 32 عامًا، التي تتمتّع بمهارات خطابيّة فريدة، الحادّة الذكاء، الجاذبة للعقل والعاطفة، البارعة في الحرب النفسيّة، إلا أن كل ذلك لا يعفي الخلف من المسؤوليات الملقاة عليه، والتي عليه التعامل معها، وأبرزها:
- رفع آثار الحرب عن المجتمع والبيئة والحزب، وإعادة تثبيت الثقة بين الحزب وبيئته.
- إعادة الإعمار في ظلّ الواقع الاقتصادي السيّئ.
- إعادة تثبيت موقع الحزب السياسي الداخلي، مع مراعاة الصيغة اللبنانية المعقّدة.
- تثبيت المعادلات العسكرية والسياسية التي أرساها سلفه، وتثبيت معادلات جديدة في مسار الصراع مع إسرائيل، واكتشاف مكامن الخلل الأمني.
- إعادة هيكلة مؤسّسات الحزب وترميم التصدّعات التي أصابته.
- تغيير الصورة النمطيّة التي رسمها سابقًا عن نفسه، والتي اعتبرها البعض مستفزّة ومتشدّدة، سواء من الناحية السياسيّة أو الاجتماعيّة.
فهل ينجح “الشيخ نعيم” في انجاز المطلوب؟ الأيام والليالي، كما الأسابيع والأشهر ستحمل معها الجواب اليقين، الذي سيكون له آثاره لعشرات السنوات القادمة على مسيرة حزب الله وبالتالي دور الطائفة الشيعية.