هل يبادر حزب الله الى توجيه ضربة استباقية لاسرائيل؟هوكشتاين فصل بين الدولة والحزب… فماذا عن لبنان؟
واشنطن: اسبوعان للحل الدبلوماسي.... والا حرب قاسية
من تل ابيب الى بيروت، وبالعكس، اكتشف الوسيط الاميركي، اموس هوكشتاين، الذي تحول الى “جامع اصوات” لمعركة الديمقراطيين الرئاسية، ان القصة “مش رمانة” بقدر ما هي “قلوب مليانة”، من طرفي الصراع تجاه ادارة الرئيس جو بايدن.
فتل ابيب لم تكن مرتاحة اصلا لموقف الديمقراطيين، و “انبطاحهم” في المفاوضات امام الايرانيين، فيما خص الملف النووي واستتباعا نفوذ طهران في المنطقة، ليزيد موقف بايدن وفريقه من حرب غزة مزيدا من “الحقد الاسرائيلي” على الادارة الاميركية.
من جهتها حارة حريك، وبالنيابة عن طهران، لن تستطيع ان تنسى الفرصة التي فوتها الديمقراطيون لجهة ابرام اتفاق نووي جديد، من جهة، و “شرعنة” النفوذ الايراني، الذي سلمت به واشنطن في المنطقة، من جهة ثانية.
موقفان تقاطعا على دفن مسعى الوسيط هوكشتاين قبل ان يبدأ “جولته الانتخابية” ، تحت حجة ضبط التصعيد في المنطقة، اذ لا تل ابيب ولا حارة حريك، وبالتالي طهران، مستعدة لتقديم اي نقطة لصالح المعركة الانتخابية للرئيس جو بايدن، ما دامت الفرصة سانحة للاطراف جميعا للانتقام من الديمقراطيين “عالبارد” .
لذلك وبكل بساطة، فان ما بشر به اموس هوكشتاين وفهم من بين سطور كلامه، اوحى ان الحرب الكبيرة قادمة، حيث واشنطن، ستلعبها “صولد” في الاصطفاف الى جانب اسرائيل، ظالمة ام مظلومة، هي التي سبق وارسلت اسطولها الى مقابل السواحل الاسرائيلية عشية معركة “طوفان الاقصى”.
في المضمون، اذا، حزم اميركي اكبر، وتحذير على درجة عالية من الجدية، اما في الشكل، فرسالة عسكرية واضحة، من افتتاحه جولته اللبنانية من اليرزة، في انتظار الجواب الكامل لحارة حريك، الذي جاء قسمه الميداني بتسع دقائق بطلها “الهدهد”، وتتمته اليوم مع اطلالة سيد المقاومة، ليكتمل المشهد وصورة ايامه القادمة.
ايجابية وحيدة وسط هذا المشهد السوداوي، تاكيد اميركي نقله هوكشتاين مفاده تمييز بلاده بين الدولة اللبنانية وحزب الله، خلافا لراي تل ابيب، عبر عنه في قوله ان “المواجهة على الحدود هي بين تل ابيب وحارة حريك” . فهل هذا هو السبب المخفي وراء الابتسامة التي رافقت رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي طوال اللقاء مع هوكشتاين؟ فهل يعني ذلك تراجع ميقاتي عن تبني مواقف حزب الله طوال الاشهر الماضية؟ والاهم هل تقبل “الضحية اللبنانية” بما ارتضاه “الجلاد الاميركي” لجهة فصل المسار والمصير بين حارة حريك وبيروت بقرار واضح وملزم لواشنطن؟
اسبوعان دقيقان بل في غاية الخطورة، قبل ان تتحول الخطط التي اقرتها القيادة العسكرية الشمالية، بالنسبة للجبهة اللبنانية، الى اوامر عمليات، وهو الوقت الكافي لانهاء ما تبقى من عملية رفح، ولوصول المجموعة الاميركية البحرية الى موازاة حيفا، بعدما تلقت فجرا قرارا بالتحرك، في رد واضح على رسالة الحزب “الهدهدية”.
يبقى ان الايام القادمة كفيلة باظهار ما خفي، وبتبيان الخطوط السوداء من البيضاء، متى دقت ساعة الحقيقة، خصوصا ان اسرائيل تبلغت من هوكشتاين رسالة من حزب الله خلاصتها، “اكتشافه اي تحضيرات جدية لمهاجمة لبنان سيدفعه الى تنفيذ عملية استباقية”. فهل نكون امام سابع من تشرين لبناني؟
تعليق واحد