هل قطعت ورقة بشار الاسد؟
الزلزال السوري مستمر، وهزاته الارتدادية القوية وصلت الى حماة.
فالمدينة المهمة استراتيجيا والمحورية جغرافيا سقطت في يد الفصائل المسلحة بعد قتال ضار مع الجيش السوري.
سقوط حماه يعني ان المعركة المقبلة تتركز على حمص،
التي تشكل مفتاح الوصول الى المعقلين الاساسيين المتبقيين للنظام: الساحل اي طرطوس واللاذقية، و العاصمة دمشق.
وما هو المدى الذي يمكن أن تصل إليه التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا؟
هل يستعيد الجيش السوري المبادرة، بعد انسحابه المفاجئ من حلب قبل أيام ومن حماه اليوم؟ أم تتمدد المجموعات المسلحة في اتجاه حمص، ولاحقا دمشق؟
ماذا عن التدخل الروسي؟ وهل تسمح موسكو بهذا الخرق الذي تحقق في خضم انشغالها بالحرب مع اوكرانيا؟
وما هو مصير المشاورات الايرانية-التركية، في ضوء المواقف حمالة الأوجه للرئيس رجب طيب اردوغان، وتلميح وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي الى احتمال ارسال قوات ايرانية إلى سوريا إذا طلبت حكومة دمشق؟
وماذا عن اسرائيل، التي هدد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الرئيس السوري بشار الاسد مباشرة وبالاسم قبل ايام من سقوط حلب، وماذا قصد الجيش الاسرائيلي بتعميم خبر أكد فيه أنه يراقب ويستعد لكل الاحتمالات هجوما ودفاعا؟
أما لبنان، فكيف سيقارب التطورات السورية، سواء على مستوى الدولة، او المقاومة، في ضوء الكلام الذي صدر عن الشيخ نعيم قاسم، والذي أكد فيه أن حزب الله سيكون مع سوريا، وأن المجموعات المسلحة لن تحقق أهدافها على رغم التطورات الاخيرة؟
فهل قطعت ورقة بشار الاسد نهائيا واتخذ القرار باسقاطه؟ ام ان كل ما يحصل لا يزال في اطار الضغط عليه لتغيير أدائه وتحالفاته واصطفافاته؟
الاحتمال الاول صار اقرب الى المنطق، لكن الايام القليلة المقبلة ستحمل الجواب الحاسم الفاصل.
أسئلة كثيرة أكثرها بلا جواب، في انتظار اتضاح المشهد الميداني السوري بصورة أكبر.