
النظر إلى المنطقة من نيويورك ، ومن أجواء نيويورك، يختلف مئة وثمانين درجة عن النظر إليها من هنا.
من هنا، تحاليل مبنية على أمنيات على قاعدة “ما يطلبه الجمهور”، هناك لا عواطف ولا أمنيات، بل كلام كان يقال خلف الجدران، واليوم يخرج إلى العلن، ولا يفترض أن يشكل صدمة لأحد.
يقول الموفد الأميركي توم براك، في كلام يتجاوز الأسلوب الديبلوماسي، وهذا ليس بجديد على اللبنانيين منذ أن نهر الإعلاميين في قصر بعبدا: “الوضع في لبنان صعب جدا ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله هو الكلام ولم يحدث أي عمل فعلي”.
ويتابع: “إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها و”حزب الله” يعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمل المسؤولية” .
واضاف: “حزب الله عدونا وإيران عدوتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها”.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان أكثر صرامة من باراك، يقول:” نحن في خضم صراع ننتصر فيه على أعدائنا ويجب أن ندمر المحور الإيراني وهذا ما ينتظرنا في العام المقبل الذي قد يكون عاما تاريخيا لأمن إسرائيل”.
بهذا الكلام يضرب نتنياهو موعدا لسنة ثالثة من الحرب تمتد من غزة إلى إيران.
إذا عطفنا كلام نتنياهو وباراك على ما قاله الرئيس السوري أحمد الشرع أمس إلى شبكة “سي بي إس” الأميركية عن القضاء على حزب الله في المنطقة، نكون أمام مشهد يبدأ من واشنطن ثم نيويورك ليصل إلى تل أبيب فدمشق، عنوانه حزب الله، يقابله مشهد من طهران إلى الضاحية الجنوبية لبيروت إلى غزة، مرورا باليمن.
منطقة ملتهبة تبدو فيها أي هدنة وكأنها وقت مستقطع بين حربين.
أما مسألة الإعتراف بالدولتين فتنتظر ردة فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي قال إنه سيرد بعد عودته إلى تل ابيب، فماذا يحضر في مقابل هذه الضربة المعنوية؟ وكيف سيرد على بريطانيا عرابة وعد بلفور واليوم عرابة الدولتين؟
(مقدمة اخبار ال ال.بي.سي)