هل تغير جرمانا جغرافيا المنطقة؟

في طهران، اعلان صريح عن فشل الحوار مع واشنطن. وفي غزة، مفاوضات متعثرة. اما في سوريا، فاستقرار متعذر، في انتظار قيام دولة تجمع ابناءها على اختلاف مشاربهم الطائفية والمذهبية والسياسية.
ففي لبنان، شهران ضائعان تقريبا من عمر العهد الرئاسي الجديد، بين تكليف وتأليف وثقة، من دون انجاز يُذكر، في انتظار انطلاق الحكومة في عملها، تحت انظار عموم اللبنانيين اولا، الذين ينتظرون ترجمة الاقوال الى افعال، والمعارضة النيابية ثانيا، وركنها الاساس في المرحلة المقبلة التيار الوطني الحر، بوصفه الطرف الوحيد غير الممثل في حكومة التحالف الرباعي الجديد.
لكن التطورات السورية خطفت الأضواء حتى من التطورات اللبنانية، وحتى الغزِّية، وصعدت هذه التطورات إلى واجهة الأحداث بعد الكلام الاسرائيلي التي أطلقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يقصد منه حماية الدروز في سوريا، ومعروف أن نظام الحمايات لا يكون عن بُعد بل ميدانيًا، وهذا ما سيشكِّل التحدي الأكبر بالنسبة إلى النظام الجديد في سوريا، فكيف سيتعاطى أحمد الشرع مع هذا المعطى؟ ربما بالإمكان الإستنتاج أنه الكباش الأقسى بين نتنياهو والشرع، فكيف سيتم التعاطي مع هذا الكباش؟ وهل يخفي نزاعاً تركياً- إسرائيلياً، حيث أن أنقرة هي ” الراعي الرسمي ” للنظام السوري الجديد؟
تطورات المعطيات الجديدة مفتوحة على كل الأحتمالات، ومن المفيد التذكير أن تحريك الواقع الدرزي في المنطقة، غالبًا ما يسبب في انتقال نوعي على مستوى التطورات، فحادثة سقوط الصواريخ على مجدل شمس، في ذروة حرب طوفان الأقصى، بدَّلت كثيراً في مسار الحرب، فهل تبدِّل التطورات السورية، من البوابة الدرزية، أي معطيات جديدة؟